منزلة الإحسان وصوره في الإسلام… قمة الأخلاق ورفعة الإيمان
بقلم |
فريق التحرير |
الاحد 02 نوفمبر 2025 - 06:42 م
الإحسان خُلق عظيم دعا إليه الإسلام وجعله من أرفع مراتب الإيمان، فهو روح الأعمال ومقياس القرب من الله تعالى. وإذا كان الإيمان أساس الدين، فإن الإحسان هو كماله وجماله. قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}، فمحبة الله للمحسنين دليل على عظمة قدرهم وعلو مكانتهم.
معنى الإحسان:
يُعرَّف الإحسان بأنه إتقان العمل وإخلاص النية ومراقبة الله في السر والعلن. وقد أوضح النبي ﷺ معنى الإحسان في حديث جبريل عليه السلام حين قال: "أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك".
فالإحسان لا يقتصر على العبادات فقط، بل يشمل كل جوانب الحياة.
صور الإحسان متعددة، من أبرزها:
1. الإحسان في العبادة: أن يؤدي المسلم عباداته بإخلاص وتدبر وخشوع، بعيدًا عن الرياء والتكاسل.
2. الإحسان إلى الوالدين: ببرهما، وطاعتهما، وخدمتهما، والدعاء لهما كما أمر الله تعالى: {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}.
3. الإحسان إلى الناس: بالعفو عن المخطئ، وإكرام الجار، ومساعدة المحتاجين، ونشر روح التعاون والمحبة بين أفراد المجتمع.
4. الإحسان في العمل: بإتقانه وأدائه بأمانة وإخلاص، فالمسلم لا يغشّ ولا يستهين بعمله مهما كان بسيطًا.
5. الإحسان إلى الحيوان والبيئة: وهو من مكارم الأخلاق التي أكد عليها الإسلام، فقال النبي ﷺ: "إن الله كتب الإحسان على كل شيء".
إن الإحسان إذا ساد بين الناس عمّ الخير، وانتشر الأمن، وسادت الرحمة، وتآلفت القلوب.
الإحسان هو تاج الأخلاق ورفعة الإيمان، به يسمو الإنسان في الدنيا والآخرة. فهو عبادة قلبية وسلوك عملي يجمع بين جمال المعاملة وحسن العمل. فلنجعل الإحسان منهجًا دائمًا في حياتنا، في عباداتنا، وأقوالنا، وأفعالنا، حتى ننال محبة الله ورضاه، ونُسهم في بناء مجتمع متراحم تسوده القيم النبيلة