بقلم |
فريق التحرير |
الاثنين 03 نوفمبر 2025 - 04:37 م
يُعد فصل الشتاء من الفصول التي تحمل بين طياتها الكثير من المعاني الإيمانية والتأملات الروحية، حتى وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "الشتاء ربيع المؤمن"، لما فيه من فرص عظيمة للتقرب إلى الله، ولما يمنحه من راحةٍ للنفس والبدن وفرصٍ للطاعة والعبادة.
معنى "الشتاء ربيع المؤمن"
يُقصد بهذا الوصف أن الشتاء هو الفصل الذي يزدهر فيه إيمان المؤمن كما يزدهر الربيع بالنبات والزهور؛ ففيه يطول الليل فيسهل على المسلم قيامه وقراءة القرآن والتقرب إلى الله بالدعاء، ويقصر النهار فيسهل صيامه دون مشقة شديدة، فينال الأجر العظيم بيسرٍ ورحمةٍ من الله تعالى.
الشتاء مدرسة الصبر والرضا
يعلّمنا الشتاء الصبر على البرد وشدة الجو، ويذكّرنا بنعمة الدفء والكساء، فيزداد المؤمن شكرًا لله على نعمه الكثيرة. كما يبعث في النفس شعور الرحمة تجاه الفقراء والمحتاجين الذين يعانون من قسوة البرد، فيسعى إلى مدّ يد العون لهم بالكساء والطعام والدفء، فتزكو نفسه وتصفو سريرته.
فرص الطاعة في الشتاء
من أعظم ما يميز هذا الفصل أن أبواب الخير فيه مفتوحة؛ فالليل الطويل فرصة عظيمة للقيام والتهجد، والنهار القصير سهل الصيام، وفيه يتذكر المؤمن دعاءه واستغفاره في الأسحار. كما يُستحب فيه الإكثار من الصدقات والبر والإحسان، اقتداءً بالنبي الكريم الذي كان أجود ما يكون في مواسم الحاجة.
وهكذا يكون الشتاء بحق ربيعًا للمؤمن، يزدهر فيه قلبه بالإيمان، وتثمر أعماله بالخير والطاعة، ويزداد قربًا من ربه في جوٍ من الصفاء والخشوع. فطوبى لمن اغتنم أيامه ولياليه، وجعل من برده دفئًا لروحه، ومن لياليه الطويلة جسورًا إلى رضوان الله.