بقلم |
فريق التحرير |
الاحد 14 ديسمبر 2025 - 06:30 م
في مشهد كوني يتكرر كل يوم دون ملل، يتعاقب الليل والنهار في نظام دقيق يلفت الأنظار ويدعو العقول إلى التفكر في عظمة الخالق سبحانه وتعالى. هذا التعاقب ليس مجرد ظاهرة طبيعية مألوفة، بل هو آية كونية عظيمة تحمل في طياتها دلالات علمية وروحية وحياتية تؤكد إحكام هذا الكون واتزانه.
نظام كوني بديع
يحدث تعاقب الليل والنهار نتيجة دوران الأرض حول محورها، فيتعاقب الظلام والضياء في انتظام لا يختل، ولو اختل هذا النظام لاختلت الحياة على كوكب الأرض. وقد أشار القرآن الكريم إلى هذه الحقيقة الكونية في أكثر من موضع، قال تعالى:
﴿يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ﴾ [فاطر: 13]، في تصوير بليغ لهذا الامتزاج الدقيق بين الزمنين.
نعمة تستوجب الشكر
الليل سكن وراحة، جعله الله ستراً وهدوءاً لتستريح فيه الأبدان وتسكن النفوس، بينما جعل النهار معاشاً وسعياً وحركة، يخرج فيه الناس لأعمالهم وطلب أرزاقهم. قال تعالى:
وهذا التوازن بين الراحة والعمل نعمة عظيمة لو فقدها الإنسان لما استقامت حياته.
دعوة للتفكر والإيمان
تعاقب الليل والنهار رسالة يومية متجددة إلى الإنسان ليتأمل في قدرة الله ووحدانيته، فليس هذا النظام الدقيق وليد صدفة، وإنما هو صنع خالق حكيم قدّر كل شيء بميزان. وقد ربط القرآن بين هذه الظاهرة وبين التفكر، فقال تعالى:
كما يتعاقب الليل والنهار، تتعاقب أحوال الإنسان بين قوة وضعف، وفرح وحزن، ونشاط وفتور. وفي هذا التعاقب درس بليغ يدعو إلى الصبر عند الشدة، والشكر عند الرخاء، واستثمار الأوقات فيما ينفع، فلكل وقت عمله، ولكل مرحلة واجبها.
وأخيرا فإن تعاقب الليل والنهار ليس مجرد حركة فلكية، بل هو مشهد إيماني وتربوي عميق، يذكر الإنسان بعظمة الخالق، وينبهه إلى قيمة الزمن، ويحثه على اغتنام العمر فيما يرضي الله وينفع الناس. وبين ليل هادئ ونهار مشرق، تتجدد الآيات وتتواصل الرسائل، لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.