دراسة: غالبية المتفوقين لم يكونوا عباقرة منذ الصغر
بقلم |
فريق التحرير |
الثلاثاء 23 ديسمبر 2025 - 02:30 م
كشفت دراسة أن غالبية المتفوقين لم يكونوا عباقرة منذ الصغر، وأنهم وصلوا إلى ذورة نبوغهم في وقت لاحق من حياتهم.
وحلل الباحثون بيانات أكثر من 34 ألفًا من أصحاب الأداء العالمي المتميز، بمن فيهم الفائزون بجائزة نوبل، والحائزون على الميداليات الأولمبية، وأفضل لاعبي الشطرنج في العالم، وأشهر مؤلفي الموسيقى الكلاسيكية.
قال البروفيسور آرني جوليش، أحد مؤلفي الدراسة من جامعة كايزرسلاوترن-لانداو: "يظهر نمط مشترك عبر مختلف التخصصات".
وأوضح أن الأشخاص الأفضل في سن مبكرة والأفضل في وقت لاحق من الحياة هم في الغالب أفراد مختلفون.
وأشار إلى أن أولئك الذين وصلوا إلى مستوى النبوغ أظهروا تطورًا تدريجيًا في الأداء في سنواتهم الأولى ولم يكونوا بعد من بين الأفضل في فئتهم العمرية.
ولفت إلى أن أولئك الذين حققوا لاحقًا ذروة في الأداء لم يتخصصوا في مجال واحد في سن مبكرة - بل أبقوا خياراتهم مفتوحة، وفق ما أوردت صحيفة "ديلي ميل".
أداء النوابع في المدرسة
وقد تساهم هذه النتائج إلى حد ما في تفسير سبب كون بعض أكثر الأفراد موهبة في التاريخ من الأشخاص الذين لم يحققوا أداءً جيدًا في المدرسة، من بينهم ألبرت أينشتاين، وستيف جوبز، وجيه كيه رولينج، ومايكل جوردان، ووالت ديزني.
وأظهرت الدراسة، التي نُشرت في مجلة "ساينس"، أن الصورة التقليدية للطفل المعجزة- على سبيل المثال موزارت، الذي بدأ تأليف الموسيقى في سن الخامسة، وعبقرية الرياضيات ماتيلدا، من الفيلم الشهير الذي يحمل نفس الاسم- لا تعكس بدقة كيف نشأ البالغون النخبة.
بدلاً من ذلك، سلك الكثيرون مسارات أكثر تدرجًا نحو النجومية. فعلى سبيل المثال، عانى الفيزيائي الشهير ألبرت أينشتاين من تأخر في النطق في سن مبكرة، وكان بطيئًا في الإجابة على الأسئلة. وكان يُعتبر أقل ذكاءً من أقرانه في المدرسة، لكنه بدأ يُظهر براعة استثنائية في الرياضيات والعلوم في سن المراهقة.
ترك ستيف جوبز، أحد مؤسسي شركة آبل، الجامعة دون إبلاغ والديه. وقد اعترف لاحقًا بأنه لم يكن لديه أدنى فكرة عما يريد فعله في حياته، لكنه اتبع فضوله وحدسه.
جي كي رولينج، التي حققت نجاحًا لا يُصدق مع كتب هاري بوتر، رُفضت في البداية من جامعة أكسفورد وتخرجت في النهاية من جامعة إكستر بدرجة 2:2.
وفي الوقت نفسه، ترك والت ديزني، الذي بنى إمبراطورية ترفيهية عالمية، التعليم الرسمي مبكرًا، وطُرد ذات مرة من صحيفة بسبب "افتقاره للخيال" و"عدم امتلاكه أفكارًا جيدة".
ومايكل جوردان، الذي يعتبر بالإجماع أحد أفضل لاعبي كرة السلة على مر العصور، فشل في الانضمام إلى فريق المدرسة الثانوية لأنه كان قصير القامة للغاية.
وقال الباحثون إن تجربة مجموعة من الاهتمامات في مرحلة الطفولة يمكن أن تحسن فرصك في إيجاد مجال مثالي على مر السنين.
التخصص الأمثل
وأوضح البروفيسور جوليش، قائلاً: "أن أولئك الذين يجدون التخصص الأمثل لأنفسهم، ويطورون إمكانات محسنة للتعلم على المدى الطويل، ويقللون من مخاطر العوامل التي تعيق حياتهم المهنية، لديهم فرص محسنة لتطوير أداء عالمي المستوى".
وحذر من أن أولئك الذين يصلون إلى الذروة مبكرًا جدًا قد ينتهي بهم الأمر عالقين في تخصص لا يستمتعون به أو يعانون من الإرهاق. وقد يؤدي التركيز المبكر المفرط على مجال اهتمام واحد إلى الإصابة، بخاصة إذا كان ذلك يتعلق بالرياضة.
تشجيع الشباب الموهوبين
وبناءً على النتائج، قدم توصيات حول كيفية قيام المجتمع بتشجيع الشباب الموهوبين ليصبحوا من أفضل المتفوقين في المستقبل.
وتتصمن نصائحه: "شجعوا الشباب ووفروا لهم فرصًا لمتابعة مجالات اهتمام مختلفة. وشجعوهم في مجالين أو ثلاثة مجالات.
قد تكون هذه تخصصات لا ترتبط ببعضها البعض بشكل مباشر- اللغة والرياضيات، على سبيل المثال، أو الجغرافيا والفلسفة.
ويشير إلى ألبرت أينشتاين، الذي كان شغوفًا بالموسيقى أيضًا منذ صغره. ويقول إن النتائج "قد تعزز فرص تطوير أصحاب الأداء العالمي- في العلوم والرياضة والموسيقى وغيرها من المجالات".
وفي مقدمة الدراسة، كتبت إيكيوما أوزوجارا، المحررة المساعدة للمجلة: "من الرياضيين مثل سيمون بايلز ومايكل فيلبس إلى العلماء مثل ماري كوري وألبرت أينشتاين، يعد تحديد المواهب الاستثنائية أمرًا ضروريًا في علم الابتكار".
كيف تنشأ الموهبة؟
في مراجعة تحليلية، قام جوليش وآخرون بدراسة الأبحاث المنشورة في العلوم والموسيقى والشطرنج والرياضة ووجدوا نمطين: وصل الشباب الموهوبون إلى ذروتهم بسرعة لكنهم أتقنوا اهتمامًا واحدًا فقط- على سبيل المثال رياضة واحدة.
وعلى النقيض من ذلك، وصل البالغون الاستثنائيون إلى ذروة أدائهم تدريجيًا من خلال ممارسة أوسع ومتعددة التخصصات.
