يكشف الداعية الإسلامي الدكتور عمرو خالد،  لمشاهديه ومتابعيه عن الابتلاءات الكبرى فى حياة النبى الكريم صلى الله عليه وسلم، مقدمًا رسالة هامة لكل مهموم وحزين وموجوع في الحياة.
وفي الخامسة حلقات برنامجه الجديد "في ذكرى مولده"، والذي يعرض على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" وكذلك موقع "يوتيوب"، يواصل "خالد" عرض معلومات جديدة وشيقة عن النبي الكريم لم تعرفها من قبل عن أخلاقه وزوجاته ومولده ولحظات وفاته، معلومات تجعل قلبك يحب رسولنا المصطفى وعن شفاعاته"، مضيفا أن "هذا البرنامج الهدف منه أن تعرف كل شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم  وتحبه وتتعلق به في شكل كبسولات صغيرة ولكن تجد نفسك متعلق بالنبي جدًا وتحبه جدًا، وهذا البرنامج تستطيع أن تنشره في كل مكان وتعلمه للشباب الصغير والأطفال لأنه يجمع كل شيء عن رسول الله".
ويضيف الداعية الإسلامي "هذا البرنامج في ذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم نعيش مع النبي ونشعر به ونستفيد ونتعلم من رسالة النبي وسيرته ونصلح أجزاء في حياتنا ونداوي جروحنا عندما نسمع قصته ونسمع أخبار النبي"، مشيرا إلى أنه "اليوم الموضوع والزواية الجديدة التي نريد أن نعرف منها كل شيء عن رسول الله هي 7 ابتلاءات كبرى في حياة النبي وسنسردها من أجل أن نصبر بهم المهمومين والمكروبين في الحياة، ونصبر الموجوعين والمجروحين".
وتابع الدكتور "خالد": "بالفعل سيرة النبي وعندما تعرف جيدًا ماذا حدث للنبي ستجد 7 ابتلاءات كبرى في حياته، فيحدث لقلبك يهون عليك الألم ويخف وتتحلى بالصبر والرضا وتتعلم من النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، وأيضًا لا تقول إن الله يغضب علي لهذا حدث ما حدث فالنبي حدث له أكثر من ذلك، إنما الحياة ابتلاءات ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم من أكثرنا تعرضًا للابتلاءات وذلك حتى نتعلم كلنا وطوال ما نعيش في هذه الدنيا وكل شخص عنده جرح أو كرب أو ألم يتأسى بالنبي ويتذكر ما حدث له فيهدأ ويسكن، وكأن لا يوجد مصيبة كبرى يمكن أن تصيب أحد من المسلمين في الحياة إلا وحدثت لرسول الله صلى الله عليه وسلم من أجل أن نصبر برسول الله على ابتلاءنا".
وأردف الداعية الإسلامي بالقول "أول الابتلاء وأصعب ابتلاء ألا وهو فقد الأبناء، فالنبي صلى الله عليه وسلم مات له 7 من الأبناء، وياليتهم ماتوا كلهم مرة واحدة ولكن على مدار عمر النبي كل فترة يفقد أحد من أبنائه، منهم من فقدهم في مكة ومنهم من ماتوا في أول مراحل النبي في المدينة وبعضهم ماتوا قبل غزوة بدر والبعض أيضًا قبل أن يموت النبي بسنتين، ونعلم من هذا أنه على مراحل عمر النبي كلها، ومن مات من وأولاد وبنات النبي ماتوا في أعمار مختلفة أيضًا، ولكن شاء المولد عز وجل أن أكبر مصيبة تصيب الإنسان كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم منها أكبر نصيب من أجل أن نصبر جميعًا".
واستكمل "خالد" أن "الغريب أن آخر ولد مات من أولاد النبي كان إبراهيم وسماه على اسم جده سيدنا إبراهيم عليه السلام ولنا الشرف أن يكون هذا الولد هو الوحيد الذي ولد في المدينة من زوجته المصرية السيدة مارية المصرية وكان النبي فرح به جدًا وذهب به إلى بيوت الصحابة يقول لهم انظروا إلى ابني إبراهيم، ولكن إبراهيم بعد سنتين مات وكان النبي عمره تقريبًا 61 سنة وهذا يعني أنه كان قبل وفاته بحوالي سنتين، وبكى النبي الكريم بشدة على وفاته وقال (إن القلب يحزن وإن العين تدمع ولا نقول إلا ما يرضى ربنا وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون) وبعد ذلك يدخل الرسول المصطفى غرفته ويقول (لبيك وسعديك والخير كله بيديك والشر ليس إليك)".
ولفت الداعية الإسلامي إلى أن "المصيبة الثانية في حياة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم هي فقد الزوجة الحبيبة، فالنبي أحب السيدة خديجة حب كبير جدًا والسنة التي توفيت بها سموها (عام الحزن) فالصحابة عندما رأوا النبي متألم جدًا في هذه السنة على فراق السيدة خديجة وعندما ذهبت إحدى الصحابيات تقول له أفلا تتزوج يا رسول الله، فنظر النبي إلى الأرض وطال صمته حتى قلت يا ليتني لم أكلمه ثم رأيت دموعه وإذا به يقول (وهل بعد خديجة من أحد)، فلكل من فقد أحباء في حياتهم فالنبي فقد السيدة خديجة وكذلك عمه الحبيب سيدنا حمزة".
ويوضح الدكتور عمرو خالد "المصيبة الثالثة ألا وهي الغربة فالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم هاجر من مكة إلى المدينة وبكى وهو خارج منها وقال (الله يعلم إنك أحب بقاع الأرض إلى قلبي ولولا أن قومك أخرجوني ما كنت خرجت)، مضيفا "المصيبة الرابعة التي أبتلي بها النبي هو المرض الشديد، فالنبي صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد جاء أحد الأشخاص يدعى ابن قمئة وقام بحفر حفرة بجانب النبي في الحرب وسقط بها النبي وعندما حاول النبي الخروج من الحفرة قام ابن قمئة بضربه على الخوذة بالسيف فأصابت الخوذة وحلقاتها وجه النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم وأصابت هذه الواقعة النبي بمرض يسمى (الشقيقة) أو الصداع النصفي، وكانت السيدة عائشة تتوجع وتقول آه فقال النبي صلى الله عليه وسلم (بل أنا آه.. إني أتوجع كما يتوجع الرجلين منكم) وظلت هذه المشكلة مع النبي حتى وفاته".
ويشير الداعية الإسلامي إلى أن "المصيبة الخامسة ألا وهي إيذاء الناس وخاصة الأهل والمقربين، فأبو لهب هو عم النبي صلى الله عليه وسلم وكان يمشي وراء النبي في كل مكان يقول لكل العرب عن النبي هذا ابن أخي وأنا أعرفه جيدًا فهو مجنون، فيأتي النبي ويتكلم معهم فيقولون عمه أدرى به والنبي صلى الله عليه وسلم يصبر لأنه عمه، فأحيانًا نتعرض للإيذاء في حياتنا والأصعب عندما يكون الإيذاء من أقرب الناس لنا، فاصبر فرسولنا المصطفى صبر أكثر من ذلك، وليس هذا فحسب فقريش كلها قررت أن تغير اسم النبي فهو اسمه محمد اتفقوا على أن لا يسخدموا هذا الأسم أبدًا ولكن ينشروا اسم آخر سيء ألا وهو (مذمم) والصحابة كانوا يتوجعون جدًا من هذه الكلمة والنبي صلى الله عليه وسلم يبتسم ويقول لهم دعوهم إنما يسبون مذممًا وأنا محمدًا".
ويضيف "خالد" أن "المصيبة السادسة أو الابتلاء السادس للنبي هو أنه حمل هم مشروع كبير جدًا ألا وهو رسالة الإسلام والتي ستعيش إلى يوم القيامة حملها على أكتافه وكان صلى الله عليه وسلم يوصل الليل بالنهار وعندما قالت له السيدة خديحة أفلا تنام يا رسول الله يقول لها (مضى زمن النوم يا خديجة)".
واختتم الداعية الإسلامي ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم، في الخامسة حلقات برنامجه الجديد "في ذكرى مولده" بالقول "المصيبة السابعة التبي ابتلي بها النبي صلى الله عليه وسلم هي قلة المال ولكن ليس دائمًا فالنبي كان معه أموال كثيرة والمولى عز وجل قال له {وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَىٰ}، ولكن كان هناك فترات في الحياة كانت صعبة للغاية، وربط النبي على بطنه حجر من شدة الجوع، وفي غزوة الخندق عندما عزموا على حفر الخندق وجد الصحابة حجرين على بطن رسول الله ربطهم من شدة الجوع، فأموال النبي صلى الله عليه وسلم كلها أنفقها في سبيل الله ومات صلوات الله وسلامه عليه ودرعه مرهون عند يهودي من أجل أن يصرف على جيوش المسلمين".