اشتهر العابد السري السقطي بالمكاشفات والزهد والورع، وقد روى عنه الكثير من العارفين مواعظ وحكايات غريبة، تدل على أنه كان من أصحاب الكرامات، والعبّاد السالكين.
يقول الجنيد سمعت السري يقول: من أراد أن يسلم دينه ويستريح قلبه وبدنه ويقل غمه فليعتزل الناس لان هذا زمان عزلة ووحدة.
وقال عنه أيضا أحد معاصريه:  سمعت السري يقول كل الدنيا فضول إلا خمس خصال خبز يشبعه وماء يرويه وثوب يستره وبيت يكنه وعلم يستعمله.
وسمعه آخر يقول:  من لم يعرف قدر النعم سلبها من حيث لا يعلم ومن هانت عليه المصائب أحرز ثوابها.

اقرأ أيضا:

تحدثوا كثيرًا عن مراقبة القلب وصلاحه.. كيف كان حالهم؟وكان يقول أيضا :  قليل في سنة خير من كثير في بدعة كيف يقل عمل مع تقوى .. أقوى القوة غلبتك نفسك ومن عجز عن أدب نفسه كان عن أدب غيره أعجز ومن أطاع من فوقه أطاعه من دونه ومن خاف الله خافه كل شيء.
وقال: إن اغتممت بما ينقص من مالك فابك على ما ينقص من عمرك.
ومن جميل مواعظه : من قلة الصدق كثرة الخلطاء ومن علامة الاستدراج العمي عن عيوب النفس.
وكان يقول : أصبر الناس من ملك غضبه ومن تزين للناس بما ليس فيه سقط من عين الله ولن يكمل رجل حتى يؤثر دينه على شهوته ولن يهلك حتى يؤثر شهوته على دينه.
ومن غرائب حكاياته عن الورع والزهد: كنت بطرسوس فكان معي في الدار فتيان متعبدون وكان في الدار تنور يخبزون فيه فانكسر التنور فعملت بدله من مالي فتورعوا أن يخبزوا فيه.
ومن نصائحه البليغة : إذا ابتدأ الإنسان ثم كتب الحديث فتر وإذا ابتدأ بكتبه الحديث ثم تنسك نفذ.
وسأل العابد الحسن البزار الإمام أحمد بن حنبل عن السري بعد قدومه من الثغر فقال: أليس الشيخ الذي يعرف بطيب الغذاء قلت بلى فقال هو على سترة عندنا قبل أن يخرج.
وقد كان السري يكثر من ذكر طيب الغذاء وتصفية القوت وشدة الورع حتى انتشر ذلك وبلغ أحمد بن حنبل.
وكان السري ينصح الشباب ويقول :أنا لكم عبرة يا معشر الشباب اعملوا فإنما العمل في الشبيبة وكان يقول من الناس ناس لو مات نصف أحدهم ما انزجر النصف الآخر ولا أحسبني غلا منهم.
وكان يقول:  قلوب المؤمنين معلقة بالسوابق وقلوب الأبرار معلقة بالخواتيم هؤلاء يقولون بماذا يختم لنا وأولئك يقولون ماذا سبق من الله لنا؟.