قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته فالأمير راع على رعيته ومسئول عنهم والرجل راع على أهل بيته وهو مسئول عنهم والمرأة راعية على بيت زوجها وهي مسئولة عنه والعبد راع على مال سيده وهو مسئول عنه".
حكم ومواعظ:
1-قال الأحنف بن قيس: الوالي من الرعية مكان الروح من الجسد الذي لا حياة له إلا به وموضع الرأس من أركان الجسد الذي لا بقاء له إلا معه.
2- وقال الأصمعي قال قال ملك طخارستان للوالي نصر بن سيار: ينبغي للأمير أن يكون له ستة أشياء وزير يثق به ويفضي إليه بسره وحصان يلجأ إليه إذا فزع أنجاه يعني فرسا وسيف إذا نازل به الأقران لم يخف أن يخونه وذخيرة خفيفة المحمل إذا نابته نائبة أخذها وامرأة إذا دخل إليها أذهبت همه وطباخ إذا لم يشته الطعام صنع له شيئا يشتهيه.
3- وذكر الإمام أبو حاتم الدارمي رحمه الله السنة صرحت عن المصطفى صلى الله عليه وسلم بأن كل راع مسئول عن رعيته فالواجب على كل من كان راعيا:
-لزوم التعاهد لرعيته فرعاة الناس العلماء وراعي الملوك العقل وراعي الصالحين تقواهم وراعي المتعلم معلمه وراعي الولد والده كما أن حارس المرأة زوجها وحارس العبد مولاه وكل راع من الناس مسئول عن رعيته.
- وأكثر ما يجب تعاهد الرعية للملوك إذ هم رعاة لها وهم أرفع الرعاة لكثرة نفاذ أمورهم وعقد الأشياء وحلها من ناحيتهم فإذا لم يراعوا أوقاتهم ولم يحتاطوا لرعيتهم هلكوا وأهلكوا وربما كان هلاك عالم في فساد ملك واحد.
- فالواجب على الملك أن يتفقد أمور عماله حتى لا يخفى عليه إحسان محسن ولا إساءة مسيء لأنه إذا جنى عليه أعمال عماله لم يكن قائما بالعدل.
- ولا يجب للسلطان أن يفرط البشاشة والهشاشة للناس ولا أن يقل منهما فإن الإكثار منهما يؤدي إلى الخفة والسخف والإقلال منهما يؤدي إلى العجب والكبر.
- ولا ينبغي له أن يغضب لأن قدرته من وراء حاجته ولا أن يكذب لأنه لا يقدر أحد على استكراهه ولا له أن يبخل لأنه لا عذر له في منع الأموال والجاه معا ولا له أن يحقد لأنه يجب أن يترفع عن المجازاة.
- وخير السلطان من أشبه النسر حوله الجيف لا من أشبه الجيف حولها النسور.
- ويجب عليه استبقاء الرياسة وما فيه من نعمه الله عليه بلزوم تقوى الله وتفقد أمور الرعية وإنصاف بعضهم بعضا لأنه ما من قوي في الدنيا إلا وفوقه أقوى منه فمتى ما عرف السلطان فضل قوته على الضعفاء فغره ذلك من قوة الأقوياء كانت قوته حينا عليه وهلاكا له.
- وما أشبه السلطان إلا بالنار إن قصرت بطل نفعها وإن جاوزت عظم ضرها فخير السلطان من أشبه الغيث في أحيائه في نفع من يليه لا من أشبه النار في أكلها ما يليها.
- والسلطان إذا كان عادلا خير من المطر إذا كان وابلا وسلطان غشوم خير من فتنة تدوم والناس إلى عدل سلطانهم أحوج منهم إلى خصب زمانهم.
اظهار أخبار متعلقة