مع انتشار فيرس كورونا واعتباره خطرًا يهدد الأمن العام ويضر بمصالح البلاد والعباد علينا أن ننتبه إلى ما هو أخطر.
أمراض القلوب التي تصيب الإنسان تدمر حياته وآخرته جميعا حيث تفتك بالقلب الذي بصلاحه يصلح الجسد كله وبفساده يفسد الجسد كله كما قال النبي الكريم في الحديث: ألا إن في الجسد كله مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب.
وامراض القلب كثيرة وتنوعه لكن من اخطر داء العجب الذي يدمر صاحبه ويرديه قتيلا مذموما من الله والناس اجمعين.
ومن أسبابه أيضا ضعف الثقة بالنفس بأن يرى نفسه دون حقه فيتظاهر بانه أعلى مما هو فيه فيبالغ فيقع في العجب المذموم شرعا وعرفا.
ومن أسبابه أيضًا ضعف الإيمان وقلة الثقة موعود الله، فالمعجب برأيه دائما يرى
نفسه فوق النقد وأعلى مرتبة ممن حوله، ولا يثق كثيرا إلا بما يراه.
التعرف على مآلات المتكبرين عبر التاريخ، وما أعده الله للمتكبرين من وعيد، أيضًا التعرف على صفة التواضع وما اعده الله للمتواضعين.
قال ابن القيم: فمن أراد الله به خيرًا، فتح له باب الذل، والانكسار، ودوام اللجأ إلى الله تعالى، والافتقار إليه، ورؤية عيوب نفسه، وجهلها، وعدوانها، ومشاهدة فضل ربه، وإحسانه، ورحمته، وجوده، وبره، وغناه، وحمده، فالعارف سائر إلى الله تعالى بين هذين الجناحين، لا يمكنه أن يسير إلا بهما، فمتى فاته واحد منهما، فهو كالطير الذي فقد أحد جناحيه.
وهذا معنى قوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في الحديث الصحيح من حديث بريدة -رضي الله تعالى عنه-: «سيد الاستغفار أن يقول العبد: اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء بنعمتك عليّ، وأبوء بذنبي، فاغفر لي، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت»، فجمع في قوله -صلى الله عليه وسلم-: (أبوء لك بنعمتك عليّ، وأبوء بذنبي) مشاهدة المنّة، ومطالعة عيب النفس والعمل:
فمشاهدة المنّة، توجب له المحبة، والحمد، والشكر لولي النعم والإحسان، ومطالعة عيب النفس والعمل، توجب له الذل، والانكسار، والافتقار، والتوبة في كل وقت .
كما أن على العبد أن يعرف أنه ليس للعجب كفارة خاصة سوى التوبة منه، والإقلاع عنه، فنعوذ بالله من العجب الذي يفض لغضب الرب سبحانه وتعالى ونسأله تعالى أن يعافينا من كل أمراض القلوب والأبدان مع استقبال نفحات شهر شعبان.