عامر عبدالحميد

السفر أجبر العالم قديما وحديثا على وجود طرق للتواصل، ففي القديم كان البر والبحر، وزاد السفر جوا في العصر الحديث.
ولكن يبقى السؤال، كيف كانت الطرق أو شبكة التواصل بين العالم القديم، مع قلة الزاد والإمكانيات.

اقرأ أيضا:

مع الارتفاع المتزايد لدرجات الحرارة.. كيف تقي نفسك ضربة الشمس؟كتب الجغرافيا والتاريخ رصدت أهم الطرق العامة في العصور الوسطى والتي جاء من أهمهما :ـ
1ـ طريق الهلال الخصيب : حيث كانت السفن تتجه من أقاليم شرق آسيا والهند عبر المحيط الهندي ثم البحر العربي إلى المواني العربية على الخليج العربي ثم تحملها قوافل التجارة عبر سهول وحلة ومنها إلى شواطئ البحر المتوسط.
2ـ طريق شبه الجزيرة العربية: حيث كانت السفن تصل من مواني شرق آسيا وجنوبها إلى جنوب الجزيرة العربية وخاصة ميناء عدن، ثم تسير بعد ذلك القوافل عبر شبه الجزيرة العربية في قسمها الغربي إلى مواني الشام فالبحر المتوسط إلى أسواق أوروبا.
3ـ طريق مصر: حيث كانت السفن تأتي من الشرق وتمضي إلى البحر الأحمر وترسو في ميناء عيذاب (المواجه لميناء جدة) ومن هناك تسلك التجارة طريق القوافل إلى قفط وقوص على النيل، تم تتجه شمالاً إلى الإسكندرية أو في البحر الأحمر إلى ميناء القُلْزم (السويس) ومنها إلى المواني الشمالية لمصر، ومنها إلى أوروبا.
4ـ طريق الحرير: وهذا الطريق منذ أقدم العصور هو أحد الطرق البرية الهامة، وكان يربط بلاد الصين ببلاد شرق البحر المتوسط في الوقت التي كانت التجارية البرية من المؤثرات الحضارية والثقافة الهامة التي جعلت العالم الإسلامي يتصل بغيره من أجزاء المعمورة.
 وقد نشأت على هذا الطريق بعد انتشار الإسلام كثير من المدن مثل (طقشند وسمرقند وبخارى) ولا يفوتنا أنه في الأطراف الغربية من العالم الإسلامي كانت بلاد المغرب وليبيا بحكم موقعها هي حلقة الاتصال بين إفريقيا الزنجية من ناحية وأوروبا من ناحية أخرى.
فهذه الطرق تعتبر هي الطرق الرئيسية التجارية التي أفرزت في المقام الأول لحاجة العالم لنقل متطلباته من الشرق إلى الغرب أو العكس.
وكانت هذه الطرق تستخدم أيضا في التوجه إلى الحج، حيث كان البعض ربما يحدث له عوائق في الطريق، فيضطر للمكوث في المكان، فيفوت عليه موسم الحج.
ورصدت بعض الروايات أشياء غريبة ورحلات صعبة وقاسية، خاصة التي كانت تنطلق من الغرب الإسلامي في إفريقيا، خاصة ما كان يخرج من موريتانيا، حيث كانت هذه القوافل تخرج جنوب البلاد العربية في طريق مطوّل جنوب صحراء إفريقيا قاطعة الطريق من الغرب طوليا حتى تصل إلى السودان ومنها من ساحل البحر الأحمر إلى السعودية .
الرحلة الطويلة القاسية كانت ربما تتعرض لقلة من الزاد أو الكوارث مثل السيول ونحوها، فتضطر للإقامة في موضعها، وتستأنف رحلة الحج من العام القادم، وهكذا، حيث كانت بعض الرحلات تستغرق 3 سنوات، بسبب الظروف القاسية والعوائق.