يقول العلامة الراحل الشيخ محمد متولي الشعراوي في تعريفه للابتلاء:
الابتلاء في أصله غير مكروه، لكن الناس تأخذه على أنه مصائب، الابتلاء اختبار، تنجح أم ترسب فيه، هذا أمر آخر، إذ ليس كل ابتلاء مكروهًا، ينجح في الامتحان كل من يذاكر، ويرسب فيه من لم يذاكر، لذا فهو مكروه عند من يخشى من الرسوب فيه.
الابتلاء في ذاته لا يذم، ولكن يذم النتيجة التي يصل إليها، فإن كان سينجح يصبح أمرًا جيدًا، لذلك قال الله تعالى: " وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ".. ربنا ابتلاه بأشياء فأتمهن، سأجعلك للناس إمامًا، فقال من حبه لآله: " وَمِنْ ذُرِّيَّتِي"، "قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ".
الابتلاء اختبار، يحبه المتمكن الذي سينجح، ويكرهه الفاشل. والله تعالى يقول: "أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ"، في بداية الإسلام كان الله تعالى يقوم بعمل هزة كل فترة، حتى يسقط الخائب، كان يفعل ذلك، لأن هؤلاء هم من سيحملون على عاتقهم الدعوة إلى العالم، فلابد أن يكون مؤمنين، وعلى قدر المسئولية الموكلين بها. إذن: الابتلاء اختبار يحمده المجد، ويكرهه المهمل.