أخبار

بالفيديو.. عمرو خالد: أفضل طريقة تزيل خوفك وقلقك على مستقبلك (الفهم عن الله - 2)

لماذا أجر الصوم مضاعف في رمضان؟

هل يصح صيام وصوم النفساء عند ارتفاع الدم قبل الأربعين؟

"جنة المحاربين ولجام المتقين".. هل سمعت هذه المعاني من قبل عن الصوم؟

4 كلمات لا تتوقف عن ترديدها خلال صومك

"إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به".. هل سمعت بهذه المعاني؟

كيف تتغلب على رائحة الفم الكريهة أثناء الصوم؟

حافظ على صومك.. احذر "مؤذن الشيطان ومصايده"

5 أشياء تبطل الصوم وتوجب القضاء.. تعرف عليها

لماذا شرع الله الصوم.. هذه بعض حكمه

لهذه الأسباب نحتاج إلى السكينة في الوقت الحالي

بقلم | أنس محمد | الجمعة 03 ابريل 2020 - 10:34 ص
مع انتشار حالة القلق والارتباك التي ضربت أغلب دول العالم نتيجة انتشار فيروس كورونا، بات الناس في الوقت الحاضر بحاجة إلى السكينة، من أجل إعادة ترتيب الأوراق.
ونبهت الشريعة السمحاء على أن السكينة هي السبيل الوحيد لكي يلتقط الإنسان أنفاسه، ويستعيد توازنه، ويرتب أولوياته، ويفكر كيف يخرج من هذه الابتلاءات التي نعيشها في الوقت الحالي، حتى لا تتفاقم الأزمة.
لذلك أول ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة بعد الطهارة، خلال الخروج للصلاة، هو استحضار السكينة، التي تهيئ المسلم للوقوف أمام ربه، والقيام بركن الصلاة كما ينبغي أن يكون، لكي يحصل المسلم الفائدة، من دون هلع أو شتات في هذا الركن الذي تقوم عليه العبادة كلها.

اقرأ أيضا:

لماذا أجر الصوم مضاعف في رمضان؟فعَنْ أَبِي قَتَادَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:" بَيْنَمَا نَحْنُ نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ سَمِعَ جَلَبَةَ رِجَالٍ فَلَمَّا صَلَّى قَالَ: مَا شَأْنُكُمْ؟ قَالُوا: اسْتَعْجَلْنَا إِلَى الصَّلَاةِ، قَالَ: فَلَا تَفْعَلُوا إِذَا أَتَيْتُمْ الصَّلَاةَ فَعَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ، فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا، وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا".
فإذا نظرنا وتأملنا في كلام النبي صلى الله عليه وسلم، نجده قد سلك سبيله إلى صدور أصحابه حينما علمهم بأن الهدوء النفسي والسكينة وأنت تبدأ في الصلاة هي عمادها، لذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن أن يجري الرجل أو يهرول إلى المسجد حتى لا يقف بين يدي الله في حالة من الاضطراب نتيجة ارتباك أنفاسه، ووقتها قد يفتقد المسلم إلى خشوعه ووقاره وهو واقف بين يدي الله.
وكان أصحاب النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولا سيما المقربون منهم – من أشد الناس حرصاً على حضور الصلاة في المسجد وتأديتها بخشوع وخضوع خلف الرسول صلوات الله وسلامه عليه، فإذا أقيمت الصلاة هرعوا إليها متسابقين، فنهاهم الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن ذلك، لأن الصلاة إنما تقوم على الخشوع، والخضوع يتطلب استعداداً مسبقاً يتمثل في السكينة التي ينبغي أن يتحلى بها المسلم في عباداته كلها ولا سيما الصلاة.
 كذلك في الوقت الحالي الذي نتحمل فيه الآن أمانة الحفاظ على النفس والروح من هذا الكابوس الذي انتشر في وباء كوورنا، ينبغي علينا أن نستعيد هدوءنا، وتوازننا، وألا نستجيب للهلاوس والشائعات التي تصيب الناس بالرعب، وتنشر بينهم الفزع، فيتكالبون على الشوارع لشراء كل ما يلزم من الغذاء، وكأن القيامة في طريقها إلينا، فيحدث نوع من الارتباك، وتنفذ السلع الأساسية، فيدفع الناس الثمن.
 ومع الفارق في المقارنة بين التكالب على الدنيا من غذاء ودواء وسلع نحتاج إليها مع ازمة كوورنا وخشيتهم أن تنفذ هذه السلع، وبين  بعض الصحابة الذي كانوا يخشون أن تفوتهم مع النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ركعة فيأتون إلى المسجد مهرولين يقولون: فاتتنا الصلاة، أو نخشى أن تفوتنا الصلاة، أو يقول بعضهم لبعض: أسرع بنا لندرك الصلاة من أولها مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فيحدثون الضوضاء في المسجد بأصواتهم وحركات أقدامهم، ويشغلون المصلين عن صلاتهم، ويفوتون عليهم الخشوع والطمأنينة.
ومع حرصهم على الصلاة فقد نهاهم الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن ذلك بالحكمة والموعظة الحسنة والقول السديد، وردهم إلى التعقل في الأمور والتزام التوازن عند الإتيان إلى الصلاة، فما بالنا نحن بالتكالب على امور الدنيا التي تحتاج الهدوء والتعقل بشكل أكثر.
فللصلاة حرمة، وللمسجد الذي يقام فيه الصلاة حرمة، ولرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حرمة، وكذلك الإمام الذي يؤم الناس في الصلاة له حرمة، والناس الذين يصلون ينبغي ألا يشغلهم عن صلاتهم شاغل، فاقتضى ذلك كله أن يأتي المسبوق إلى الصلاة يمشي مشياً معتاداً لا مسرعاً ولا مبطئاً؛ لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث آخر: "لَا تَاتُوا الصَّلَاةُ وَأَنْتُمْ تَسْعَوْنَ وَأتُوهَا وَأَنْتُمْ تَمْشُونَ وَعَلَيْكُمْ السَّكِينَةَ والوقار".
 والسعي هو المشي بشيء من الإسراع، وهو منهى عنه نهي كراهة لا نهي تحريم إلا إذا كان المؤذن قد أذن للجمعة فإنه ينبغي السعي حينئذ بهمة ونشاط، وليدرك الخطبة من أولها.
يقول الله عز وجل: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ } (سورة الجمعة: 9).
ونحن إذ نتلقى هذه الوصية الغالية ينبغي أن نضعها موضع الاعتبار، حتى نحتفظ لأنفسنا بالسكينة والوقار، ونشعر بأننا قد سمعنا وأطعنا شأننا في ذلك شأن كل مسلم يلتزم الأدب مع الله ومع رسوله عليه الصلاة والسلام، ويعظم في نفسه شعائر الله؛ فإن تعظيمها برهان على تقوى القلوب.
 فانظر في هذه القصة وخذ منها العظة والعبرة، وأقبل بقلبك، حتى تكتب من المرابطين في سبيل الله، واستعن بالصلاة لمواجهة البلاء فقد وردت في فضل الإتيان إلى المساجد والمكث فيها لانتظار الصلاة أحاديث كثيرة منها ما رواه مسلم في صحيحه والترمذي في جامعه وغيرهما عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟
قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ!
قَالَ إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، فَذَلِكُمْ الرِّبَاطُ فَذَلِكُمْ الرِّبَاطُ".
وقد جاء في صحيح البخاري وغيره في حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله:  "... رَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ بِالْمَسْاجِدِ" فهو يرتادها كثيراً، ويعظمها في نفسه، ويحب المكث فيها أوقات فراغه، ذاكراً وتالياً للقرآن، ومصلياً من النوافل ما شاء الله أن يصلي.
وقد أثنى الله في كتابه العزيز على هؤلاء بقوله: { فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ } (سورة النور: 36-38).
فالصلاة جهاد للنفس والشيطان فمن جاهد نفسه وشيطانه فقد فاز فوزاً عظيماً بثواب الدنيا وثواب الآخرة، والله عنده حسن الثواب.
والقاعدة الإيمانية تقضي بتسليم الأمر إلى الله في كل شيء وعدم الندم على شيء لم يدركه الإنسان؛ فإن الندم يثبط الهمم ويضعف العزائم ويتنافى مع التوكل على الله عز وجل.
وقد جاء الحديث الصحيح: "الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ، احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلَا تَعْجَزْ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ: لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ: قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ".


الكلمات المفتاحية

السكينة الاطمئنان الفزع الخوف كورونا الصلاة القرب من الله

موضوعات ذات صلة

amrkhaled

amrkhaled مع انتشار حالة القلق والارتباك التي ضربت أغلب دول العالم نتيجة انتشار فيروس كورونا، بات الناس في الوقت الحاضر بحاجة إلى السكينة، من أجل إعادة ترتيب ال