عندما دخل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- مكة يوم الفتح كان حول الكعبة ثلاثمائة وستون صنما مرصعة بالرصاص، وكان هبل أعظمها وهو تجاه الكعبة، وإساف ونايلة حيث ينحرون ويذبحون الذبائح، وفي يد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قوس.
فجعل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كلما مر بصنم منها يشير إليه ويطعن في عينه ويقول: "جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا".
فما يشير إلى صنم إلا سقط لوجههأ و لقفاه، من غير أن يمسه.
وأمر بهبل فكسر وهو واقف عليه، فقال الزبير بن العوام لأبي سفيان بن حرب: يا أبا سفيان قد كسر هبل، أما إنك قد كنت منه يوم أحد في عزور حين تزعم أنه كان يبشرك بخير.
فقال
أبو سفيان: دع عنك هذا يا بن العوام، فقد أرى لو كان مع إله محمد غيره لكان غير ما كان.
وطاف رسول الله- صلى الله عليه وسلم- سبعا على راحلته يستلم الركن الأسود بمحجنه كل طواف، فلما فرغ من طوافه نزل عن راحلته.
يقول الصحابي ابن عمر: فما وجدنا مناخا في المسجد حتى أنزل على أيدي الرجال، ثم خرج بها.
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورها قالوا: وجاء معمر بن عبد الله بن نضلة، فأخرج الراحلة فأناخها بالوادي، ثم انتهى رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، إلى المقام- وهو لاصق بالكعبة، والدرع عليه والمغفر وعمامته بين كتفيه، فصلى ركعتين.
وانصرف إلى زمزم فاطلع فيها وقال: «لولا أن تغلب بنو عبد المطلب لنزعت منها دلوا» ،فنزع له العباس بن عبد المطلب، دلوا، فشرب منه وتوضأ والمسلمون يبتدرون وضوء رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصبونه على وجوههم، والمشركون ينظرون إليهم ويتعجبون ويقولون: ما رأينا ملكا قط أبلغ من هذا ولا سمعنا به.
ثم انصرف رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فجلس ناحية من المسجد والناس حوله.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه- قال: كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يوم الفتح قاعدا، وأبو بكر قائم على رأس رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بالسيف.