أنا شاب أصبحت حالتي النفسية سيئة للغاية بسبب بقائي في البيت منذ حظر التجول، وتفشى وباء كورونا، أنا أعاني بشدة ولا أدري ماذا أفعل؟
أرجو عدم ذكر الإسم- مصر
الرد:
مرحبًا بك يا عزيزي..
لاشك أن المكث في البيت لمدة طويلة وإجبارية هو أمر يشبه "الحبس" ، وينتج عنه مشاعر غير جيدة، بسبب الانقطاع عن العالم الخارجي والتواصل الطبيعي مع الناس، وممارسة مهامك وأنشطتك المعتادة.
وهناك في الصحة النفسية ما يعرف باسم "حمى المقصورة" أو "حمى الكابينة"، وهي حالة نفسية وليست اضطرابًا نفسيًا.
اقرأ أيضا:
أهلي يرفضون حبيبي.. ما المشكلة لو تزوجته رغمًا عنهم؟ اقرأ أيضا:
كثير النزوات العاطفية ولا أحب زوجتي وباق معها من أجل الأولاد.. ما الحل؟وهذه الحالة النفسية تسبب أعراضًا جسدية مزعجة كالصداع، والأرق، والإحباط، واضطرابات الشهية، وعسر المزاج، وعسر الهضم، والشعور بالخمول والتعب في العضلات والمفاصل، وربما صعوبة التنفس، وعدم التركيز.
وأنت لم تذكر بشيء من التفصيل عن حالتك النفسية، وما تشعر به، وما يحدث معك، والمدة التي مكثتها متعبًا نفسيًا، لذا يا عزيزي، لابد أن تعلم أن الحل في يديك، ، لو كانت المدة أكثر من أسبوعين وانتابتك هذه الاعراض أو بعضها فلابد من طلب المساعدة من طبيب أو معالج نفسي، لوضع خطة علاجية تساعدك على الخروج من هذه الحالة.
ولا يتوقف الأمر على مساعدة الطبيب النفسي، إذ لابد أن تملك الإرادة لأن تقدم لنفسك أنت المساعدة، كأن تمارس التمارين الرياضية، استغل الفرصة وقم بذلك بمساعدة "يوتيوب"، وافتح نوافذ البيت، واستمتع بضوء الشمس، وإن كان لديك شرفة فاخرج ومارس تمارين التنفس، والتأمل، ويمكنك انتقاء مكانًا غير مزدحم والنزول في الصباح الباكر جدًا للتمشية مع اتخاذ التدابير الوقائية.
لا تزد غلق الأبواب المغلقة على نفسك، بل استمتع بالمتاح، فالتواصل ممكن عبر السوشيال ميديا ومكالمات الفيديو مع الأصدقاء والأقارب، ستحسن من مزاجك كثيرًا بدلًا من الاستسلام للوحدة، وهواجس الخوف والإحباط والملل وغيرها مما يجلبه الفراغ، والاحساس بالتعطل.
قم يا عزيزتي، واعتن بنفسك، اعتن بنومك، طعامك، زينتك، اصنع مشروبًا تحبه، خذ حمامًا دافيءً، استمع، وشاهد ما يضحكك، ويسليك، وأكثر من الذكر والصلاة والدعاء ليطمئن قلبك، الخلاصة، ألا تستسلم، وتذكر أن الأمر مؤقت، وأن الكل يشارك هذا الوضع المؤقت، وأن "القبول" هو الحل السحري للخروج من هذه الحالة النفسية السيئة، ودمت بخير.