عندما تذكر
الحبشة، يذكر النجاشي، وهجرة المسلمين إليه بأمر من النبي صلى الله عليه وسلم.
ولكن كان هناك أمر من قبل الحبشة باعتبارها من أكبر الدول المحيطة بالجزيرة العربية في هذا التوقيت، وكانت لها أطماع في جزيرة العرب، حيث قامت باحتلال اليمن فترة من الزمن.
وفي آخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم وبعد موت النجاشي، أراد بعض الحبشة، مهاجمة حدود الجزيرة العربية من ناحية جدة فبعث النبي صلى الله عليه وسلم علقمة بن مجزز المدلجي رضي الله تعالى، في سرية عنه إلى الحبشة، وذلك في شهر ربيع الآخر سنة تسع من الهجرة.
قالوا: بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ناسا من الحبشة ، حيث شاهدهم أهل الشعيبة في ساحل جدة بناحية مكة في مراكب.
فبعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم علقمة بن مجزز في ثلاثمائة فانتهى إلى جزيرة في البحر، وقد خاض إليهم في البحر فهربوا منه، فلما رجع تعجل بعض القوم إلى أهليهم فأذن لهم.
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علقمة بن مجزز.
قال أبو سعيد الخدري وأنا فيهم حتى إذا بلغنا رأس غزاتنا أو كنا ببعض الطريق أذن لطائفة من الجيش واستعمل عليهم عبد الله بن حذافة السهمي.
وكان عبد الله بن حذافة السهمي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت فيه دعابة.
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورهافلما فنزلوا ببعض الطريق وأوقدوا نارا يصطلون عليها ويصطنعون.
فقال: عزمت عليكم إلا تواثبتم في هذه النار، فقام بعضهم فتحجزوا حتى ظن أنهم واثبون فيها.
فقال لهم: اجلسوا إنما كنت أضحك معكم، فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلمفقال: «من أمركم بمعصية الله فلا تطيعوه».
وعن علي رضي الله تعالى عنه قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فاستعمل عليهم رجلا من الأنصار وأمرهم أن يسمعوا له ويطيعوا فأغضبوه في شيء.
فقال: اجمعوا لي حطبا، فجمعوا له، ثم قال: أوقدوا نارا. فأوقدوا نارا ثم قال: ألم يأمركم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تسمعوا لي وتطيعوا؟ قالوا: بلى. قال: فادخلوها. فنظر بعضهم إلى بعض وقالوا: إنا فررنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من النار، فكان كذلك حتى سكن غضبه، وطفئت النار.
فلما رجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكروا ذلك له فقال: «لو دخلوها ما خرجوا منها أبدا».
وقال: «لا طاعة في معصية الله إنما الطاعة في المعروف»، ورجع علقمة بن مجزز هو وأصحابه ولم يلق كيدا من الحبشة.