جاء
رمضان هذا العام، في ظل ظروف صعبة، حيث زامن انتشار فيروس
كورونا (كوفيد 19) في شتى أنحاء العالم، واضطرار العديد من حكومات الدول لاتخاذ قرار بفرض حظر التجوال الجزئي، بل وإغلاق المساجد في عدد كبير من الدول الإسلامية، ما أثر على نفسية المسلمين.
والسؤال: أليس هناك من حلول للتغلب على هذه القيود؟.. بالتأكيد يوجد.. صحيح منع الحظر الزيارات العائلية، لكنه لم يمنع التواصل ولو بالهاتف.. قد يكون منع الحظر العزومات، لكنه لم يمنع الكلمة الطيبة، والابتسامة الصافية، ولو عبر "السوشيال ميديا"، قد يكون الحظر باعد بيننا، لكنه لم يمنعنا عن التقرب إلى الله .. وطرق التقرب إليه سبحانه متعددة علينا أن نختار أحدها، وبالتأكيد سنعوض بعضًا مما حرمنا منه طوال الشهر الفضيل.
اقرأ أيضا:
يوم الجمعة هدية ربانية.. احرص فيه على هذه الأموراجعلوه طبقًا واحدًا
في ظل هذه الظروف الصعبة التي يعيشها العالم أجمع، بات هناك كثيرين، متضررين، بسبب وقف أعمالهم، أو قلة دخولهم، لذا بات من الواجب جدًا على كل جار أن يسأل عن جاره.. فما المانع أن يكون بيننا طبقًا واحدًا، نأكل منه جميعنا.
لم لا يكون رمضان هذا العام هو الأهم والأفضل بيننا، نحسن علاقاتنا ونصفي قلوبنا.. فما يرفع البلاء إلا صفاء النفوس وطيب القلوب.. فالعبرة ليست بكثرة المال، ولكن بحسن العلاقات، فالله لا يطلع على صورنا ولكن على قلوبنا، علها فرصة ومنحنا إياها الله عز وجل لأن نعود إلى طيبتنا الأصلية، وقلوبنا النظيفة.. فلماذا لا نستغلها؟.
نفوسنا إلى أين؟
لا ينكر أحدنا أن كثير منا كان يسير في طرق بعيدة كل البعد عن طريق الله عز وجل، ومع الوباء إلا ابتلاء من الله ليميز الله الخبيث من الطيب، لذلك علينا اغتنام فرصة كورونا والحظر، وتنقية قلوبنا، وتصفية نفوسنا، والعودة بها إلى ما كان عليه أجدادنا من السلف الصالح، وقت أن كان لا ينام أحد وجاره جائع.
علينا أن نتخذ من سنة النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، مبدأ لعلاقاتنا، علها فرصة لأن نعود إليه ويرفع عنا البلاء.
إذ يروى أن أحد التابعين، أثناء توقف نزول المطر على المدينة المنورة، كان يجلس في المسجد النبوي، فإذ برجل أشعث أغبر يدخل المسجد، ويقسم على الله بأن ينزل على المطر الآن، وفجأة يهطل المطر بالفعل.. إذن صفاء القلوب يزيل المحن، فهل حان وقت عودة صفاء القلوب؟.
اقرأ أيضا:
يوم الجمعة يوم النفحات والفيوضات الربانية .. تعرف على خصائصه وفضائله اقرأ أيضا:
الصلاة على النبي يوم الجمعة.. فضلها وعددها وصيغها ووقتها.. اغتنمها