كان الصحابة رضي الله عنهم أجمعين يتفاجأون بدعاء من النبي صلى الله عليه وسلم لشخص أو جماعة، ليسوا في مجلسهم، حيث كانوا ينصتون لذلك، ويعلمون أن مردّه إلى الوحي.
وقد تكرر هذا الأمر مرات عديدة في حياة النبي الكريم، منها ما حدث في رده السلام على الصحابي خبيب بن عدي، حينما وقع أسيرا وتم بيعه لكفار قريش، فقبل قتله، قال : " اللهم بلغ عنا نبيك"، فتفاجأ الصحابة برده السلام عليه السلام التحية على خبيب.
ومن ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان جالسا في أصحابه يوما فقال: «اللهم انج أصحاب السفينة» . ثم مكث ساعة فقال: «استمدت» .
فلما دنوا من المدينة قال: «قد جاءوا يقودهم رجل صالح» قال: «والذين كانوا معه في
السفينة الأشعريون والذين قادهم عمرو بن الحمق الخزاعي».
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أين جئتم؟» قالوا من زبيد. قال: «بارك الله في زبيد».
قالوا: وفي زمع، قال: «وبارك الله في زبيد» . قالوا وفي زمع. قال: في الثالثة: «وفي زمع».
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورهاكما روى البيهقي عن أنس رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يقدم عليكم قوم هم أرق منكم قلوبا» .
فقدم الأشعريون فيهم أبو موسى الأشعري فلما دنوا من المدينة جعلوا يرتجزون يقولون:
غدا نلقى الأحبة ... محمدا وحزبه
وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «أتاكم أهل اليمن هم أرق أفئدة وألين قلوبا الإيمان يَمَان، والحكمة يمانية السكينة في أهل الغنم والفخر والخيلاء في الفدادين من أهل الوبر».
كما روى ايضا الصحابي جبير بن مطعم رضي الله تعالى عنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «أتاكم أهل اليمن كأنهم السحاب وهم خيار من في الأرض»، فقال رجل من الأنصار: إلا نحن يا رسول الله؟ فسكت ثم قال: ألا نحن يا رسول الله؟ فقال: «إلا أنتم كلمة ضعيفة».
ولما لقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أسلموا وبايعوا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الأشعريون في الناس كصُرّة فيها مسك».