هناك حزمة من الأعمال يجب علي المسلم القيام بها حتي يحصل علي مغفرة ورضوان الله ويضمن له سلوك طريق الأخرة والفوز بجنات الله والحصول علي الجائزة الكبري وهذه الأعمال كما أجماع علم السلف والفقهاء تبدا بعلم يجلو عن القلب العمي وصولا إلي خوف يحاذر به آفات الغرور
هذه الأعمال الأربعة أشار إليها الشيخ أحمد بن طالب بن حميد، إمام وخطيب المسجدالنبوي، في خطبة الجمعة اليوم بالقول أول هذه الأعمال علم يجلو به عن القلب العمى، وثانيها عمل يرفعبه عن البصيرة الحجب ، وثالثها إخلاص يخلص به من لوعة في الصدر وحسرة وحرقة القلب على فوات مطلوب أو ذهاب مرغوب، ورابعها خوف يحاذر به آفات الغرور.
ومضي خطيب المسجد النبوي بالمدينة المنورة إلي القول إن من أساء الطريق إلى الله سبحانه وتعالى، ويريد أن يغفر له ما قد سلف من ذنبه فعليه بهذه الأعمال الأربعة .
مشيرا إلي أن الحيلة يسيرة وسهلة لمن رزقه الله نورالبصيرة وكان قد أساء السيرة ، والتي تتضح في قوله عز وجل: « قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُوا إِن يَنتَهُوا يُغْفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ وَإِن يَعُودُوا فَقَدْمَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ » الآية 38 من سورة الأنفال.
ومضي للقول أن الله سبحانه وتعالى يقول : « أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَانَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ» الآية 16 من سورة الحديد ، منوهًا بأن من يسلك طريق الآخرة بحاجة إلى الأعمال الرابعة سالفةالذكر
.قال الشيخ أحمد بن طالب بن حميد، إمام وخطيب المسجدالنبوي، إنه لا بد لمن يسلك طريق الآخرة من علم يجلو به عن القلب العمى، وعمل يرفع به عن البصيرة الحجب ، وإخلاص يخلص به من لوعة في الصدر وحسرة وحرقة القلب على فوات مطلوب أو ذهاب مرغوب، وخوف يحاذر به آفات الغرور فهذه الأعمال علي المسلم الالتزام قياما وقعودا وفي المنشط والمكره ..
ونبه ابن حميد إلي القول ، إن الخلق كلهم موتى إلاالعلماء ، والعلماء كلهم نيام إلا العاملين ، والعاملون كلهم مغترون إلا المخلصين، والمخلصون على خطر عظيم، فقال تعالى: «أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ ... النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَبِ خَارِجٍ مِّنْهَا ۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ »الآية 122 من سورة الأنعام.
واستغرب خطيب المسجد النبوي قائلا من العجب كل العجب من عامل لا يتبصر بمعرفة ما بين يديه من الأمر والخبر، ولا يتعرفما هو مطلع بعد الموت عليه من الخطر.
وتابع خطيب الحرم النبوي : من ينظر في الدلائل والعبر ، والآيات والنذر،خاصة وأن كل الخلق موتى إلا العلماء، والعجب كل العجب من علماء نيام لا يعملون بعلمهم، فهناك عالم لا يتدبر فيما يعلم يقينا مما هو مقبل عليه من الأهوال العظام والعقبات الجسام ، فيرتدع عن الكسل ، ويرتفع إلى جهاد العمل.
اقرأ أيضا:
قراءة القرآن تنير قلبك وقبرك وتصحح طريقك إلى الله .. احرص عليهاواستدل بقول الله عز وجل في كتابه العزيز: « أَلَايَظُنُّ أُولَٰئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6)» من سورة المطففين ، والعجب كل العجب ممن ضيع الإخلاص وأضاع بسوء طويته مفتاح سر الخلاص ، فقال تعالى: « فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا» الآية 110 من سورة الكهف.