أخبار

بالفيديو.. عمرو خالد: أفضل طريقة تزيل خوفك وقلقك على مستقبلك (الفهم عن الله - 2)

لماذا أجر الصوم مضاعف في رمضان؟

هل يصح صيام وصوم النفساء عند ارتفاع الدم قبل الأربعين؟

"جنة المحاربين ولجام المتقين".. هل سمعت هذه المعاني من قبل عن الصوم؟

4 كلمات لا تتوقف عن ترديدها خلال صومك

"إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به".. هل سمعت بهذه المعاني؟

كيف تتغلب على رائحة الفم الكريهة أثناء الصوم؟

حافظ على صومك.. احذر "مؤذن الشيطان ومصايده"

5 أشياء تبطل الصوم وتوجب القضاء.. تعرف عليها

لماذا شرع الله الصوم.. هذه بعض حكمه

من صفات أصحاب السيرة الطيبة.. سمحًا إذا باع.. سمحًا إذا اشترى

بقلم | أنس محمد | السبت 09 مايو 2020 - 09:16 ص
 تحول البيع والشراء في حياة المسلمين إلى حلبة من الصراع، يشعر كل طرف فيها بأنه في معركة أمام عدو إما أن ينتصر عليه، أو يقع في شركه، بالمخالفة لتعاليم النبي صلى الله عليه وسلم مع هذه الأخلاقيات التي تحولت بفطرة المسلمين السمحة، إلى غير ما عهدهم عليه النبي، فقد روى جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «رحم الله رجلا سمحا إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى».
يكشف النبي صلى الله عليه وسلم سماحة الإسلام، وكيف تظهر هذه السماحة في البيع والشراء، وكيف يكون أثرها، لذلك دعا صلى الله عليه وسلم ربه مبتهلًا إليه، أن يرحم المؤمن السمح في كل معاملاته فيحسن المعاملة في البيع والشراء، كما يحسن المعاملة في قضاء الدين، الذي عليه بالحسنى، واقتضاء الدين الذي يكون له عند الآخرين، فيمهله حتى يستطيع رده، أو يتنازل عنه؛ فيتصدق عليه لإعساره، بل هذا خير له، قال تعالى: {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 280] وفي الحديث الشريف: «من أنظر معسرا أو وضع عنه، أظله الله في ظله». و«من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة، فلينفس عن معسر، أو يضع عنه».
وصور النبي صلى الله عليه وسلم مواطن السماحة في حسن المعاملة والبيع والشراء، بإيجاز، من خلال الدعاء لمن يتعامل بها، ودعاؤه مستجاب في كل الأحوال، فيرحمه الله تعالى في الدنيا والآخرة، لأن السماحة سخاء في النفس وكرم في الخلق، ولين في الطبع، تربي المسلم على حسن المعاملة، كما صور النبي صلى الله عليه وسلم من يستحق الرحمة من الله عز وجل، حين جعل السماحة هي الرجل نفسه، والرجل هو السماحة نفسها، لا فرق بينهما فقال: “يرحم الله رجلًا سمحًا”.
وركز النبي صلى الله عليه وسلم  على الأخلاق السامية في المعاملة، وتعتمد على القيم النبيلة في التجارة، وفي رعايتها صلاح حال الأفراد والمجتمع لضرورة تبادل المنافع بين الناس بالبيع والشراء، والأخذ والعطاء، فلا يبالغ البائع في الربح، بل يقنع باليسير منه، فيكثر الإقبال عليه، وتروج تجارته، ويتحقق له الغنى والثراء، أما الذين يبالغون في الربح من أهل الفظاظة لا السماحة، فإنهم ينفرون الناس من التعامل معهم، فتبور تجارتهم، وتكسد ساحتهم، وينتهون إلى الإفلاس فيحل عليهم الغضب لا الرحمة.

اقرأ أيضا:

لماذا أجر الصوم مضاعف في رمضان؟

كيف يذهب الخلاف بين البائع والمشتري؟


من القواعد التي أرسى لها الإسلام في البيع والشراء أن يحدد البائع ثمن بضاعته، حتى لا يتعرض لكثرة المساومة والحلف لترويج سلعته، وقد ذم القرآن الكريم الذين يروجون سلعتهم بالأيمان الغموس، ويشترونها بالحلف الكاذب، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ..} [آل عمران: 77] .
وامتدح النبي صلى الله عليه وسلم التاجر الصادق فقال: «التاجر الصدوق الأمين مع النبيين، والصديقين، والشهداء» وتقتضي السماحة من البائع عدم الغش أو البخس في الكيل والميزان، مما يتنافى مع المروءة فذلك عين الكذب، قال النبي – صلى الله عليه وسلم: «من غشنا فليس منا».
كما أن تمسك كل من البائع والمشتري بأخلاقهم في البيع والشراء والتسامح فيما بينهم كفيل بأن يذهب أي خلاف بينهم،  فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “سمحًا إذا اشترى”، فيكون سهل المساومة في شرائه، سمحًا في تقويم البضاعة والسلعة فلا يبخس قيمتها، ولا يعمل على تطفيف الميزان والكيل وزيادته، فإن ذلك سحت، وأكل الأموال بالباطل، قال تعالى: {وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ} [هود: 85]
وعبر النبي صلى الله عليه وسلم عن السماحة في اقتضاء الدين وقضائه؛ في صورة أدبية بليغة في قوله: “سمحًا إذا اقتضى وإذا قضى” فعبر أيضًا بإذا وبالفعل الماضي على سبيل التحقيق في الوقوع والتنفيذ، فيكون الدائن “سمحًا” في قضاء حقه، يطلب دينه في لين لا في فظاظة وغلظة، ولا خصومة وشدة، بل دعاه أن يتخلى عن الدين، لإعسار المدين، وجاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ” كان تاجر يداين الناس، فإذا رأى معسرا قال لفتيانه: تجاوزوا عنه، لعل الله أن يتجاوز عنا، فتجاوز الله عنه “.
ومن صور السماحة في البيوع التجاوز في قضاء الدين؛ فتقتضي رده في أجله على الوجه الذي يحبه الدائن ويرضاه، ولا يحوج الدائن إلى مطالبته والإلحاح عليه مع قدرته على سداد ما في ذمته لئلا يكون مماطلا فالمطل ظلم يخل بالمروءة والسماحة.
وقد قال صلى الله عليه وسلم:«مطل الغني ظلم، وإذا أتبع أحدكم على مليء فليتبع». وفي مسند الإمام أحمد.. عن شهر بن حوشب، عن عمرو بن عبسة قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، ـ (…) ـ ما الإسلام؟ قال: «طيب الكلام، وإطعام الطعام». قلت: ما الإيمان؟ قال: «الصبر والسماحة» . قال: قلت: أي الإسلام أفضل؟ قال: «من سلم المسلمون من لسانه ويده» . قال: قلت أي الإيمان أفضل؟ قال: «خلق حسن».

الكلمات المفتاحية

البيع الشراء المعاملة

موضوعات ذات صلة

amrkhaled

amrkhaled تحول البيع والشراء في حياة المسلمين إلى حلبة من الصراع، يشعر كل طرف فيها بأنه في معركة أمام عدو إما أن ينتصر عليه، أو يقع في شركه، بالمخالفة لتعاليم