أخبار

حكم الرطوبة والبلل الخارج من الفرج والطهارة منها؟

مواعظ مبكية بين عمر بن عبد العزيز والخليفة سليمان

داوم على طرق باب الله يوشك أن يفتح لك

أذكار وتسابيح كان يداوم عليها النبي كل صباح

هل تبحث عن السعادة.. حاول أن تكتشف نفسك وابدأ بهذه الحقائق

ماذا تعرف عن الريح التي تقبض أرواح المؤمنين؟

لماذا البعض يخاف أن يموت قبل أن يكمل النطق بالشهادة؟ (الشعراوي يجيب)

ابني بطيء في الكتابة مع أنه ذكي وسريع الاستيعاب.. ما الحل؟

كل ما يقربك من القرآن.. دعاء الحفظ وأسهل الطرق للوصول

حينما تأتيك المصائب فجأة وتشتد عليك الدنيا.. اقرأ هذه القصة

ثلاثة أحكام تُنظم للمجتمع المسلم عمل المرأة (الشعراوي)

بقلم | فريق التحرير | الاربعاء 13 مايو 2020 - 02:56 م


"فَسَقَىٰ لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّىٰ إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ" (القصص: 24)

يقول العلامة الراحل الشيخ محمد متولي الشعراوي:

معنا ـ إذن ـ في هذه القصة أحكام ثلاثة {  لاَ نَسْقِي حَتَّىٰ يُصْدِرَ ٱلرِّعَآءُ } [القصص: 23] أعطَتْ حكماً و{  وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ } [القصص: 23] أعطتْ حُكْماً و { فَسَقَىٰ لَهُمَا } [القصص: 24] أعطت حكماً ثالثاً.

وهذه الأحكام الثلاثة تُنظم للمجتمع المسلم مسألة عمل المرأة، وما يجب علينا حينما تُضطر المرأة للعمل، فمن الحكم الأول نعلم أن سَقْي الأنعام من عمل الرجال، ومن الحكم الثاني نعلم أن المرأة لا تخرج للعمل إلا للضرورة، ولا تؤدي مهمة الرجال إلا إذا عجز الرجل عن أداء هذه المهمة {  وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ } [القصص: 23].

اقرأ أيضا:

لماذا البعض يخاف أن يموت قبل أن يكمل النطق بالشهادة؟ (الشعراوي يجيب)أما الحكم الثالث فيعلم المجتمع المسلم أو حتى الإنساني إذا رأى المراة قد خرجت للعمل فلا بد أنه ليس لها رجل يقوم بهذه المهمة، فعليه أن يساعدها وأنْ يُيسِّر لها مهمتها.

وأذكر أنني حينما سافرت إلى السعودية سنة 1950 ركبتُ مع أحد الزملاء سيارته، وفي الطريق رأيته نزل من سيارته، وذهب إلى أحد المنازل، وكان أمامه طاولة من الخشب مُغطَّاة بقطعة من القماش، فأخذها ووضعها في السيارة، ثم سِرْنا فسألتُه عما يفعل، فقال: من عاداتنا إذا رأيتُ مثل هذه الطاولة على باب البيت، فهي تعني أن صاحب البيت غير موجود، وأن ربة البيت قد أعدَّتْ العجين، وتريد مَنْ يخبزه فإذا مَرَّ أحدنا أخذه فخبزه، ثم أعاد الطاولة إلى مكانها.

وفي قوله تعالى: {  لاَ نَسْقِي حَتَّىٰ يُصْدِرَ ٱلرِّعَآءُ } [القصص: 23] إشارة إلى أن المرأة إذا اضطرتْ للخروج للعمل، وتوفرْت لها هذه الضرورة عليها أنْ تأخذَ الضرورة بقدرها، فلا تختلط بالرجال، وأنْ تعزل نفسها عن مزاحمتهم والاحتكاك بهم، وليس معنى أن الضرورة أخرجتْ المرأة لتقوم بعمل الرجال أنها أصبحتْ مثلهم، فتبيح لنفسها الاختلاط بهم.

وقوله تعالى: { ثُمَّ تَوَلَّىٰ إِلَى ٱلظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَآ أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ } [القصص: 24] فكان موسى ـ عليه السلام ـ طوال رحلته إلى مَدْين مسافراً بلا زاد حتى أجهده الجوع، وأصابه الهزال حتى صار جِلْداً على عظم، وأكل من بقل الأرض، وبعد أن سقى للمرأتين تولَّى إلى ظلِّ شجرة ليستريح، وعندها لَهَج بهذا الدعاء { رَبِّ إِنِّي لِمَآ أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ } [القصص: 24].

كأن الحق ـ سبحانه وتعالى ـ يريد من الضعيف أنْ يتجه إلى المعونة، وحين يتجه إليها فلن يفعل هو، إنما سيفعل الله له؛ لذلك نلحظ أن موسى في ندائه قال { رَبِّ } [القصص: 24] واختار صفة الربوبية، ولم يقُلْ يا الله؛ لأن الألوهية تقتضي معبوداً، له أوامر ونواهٍ، أمّا الرب فهو المتولِّي للتربية والرعاية، فقال: يا رب أنا عبدك، وقد جئتَ بي إلى هذا الكون، وأنا جائع أريد أن آكل.

ومعنى { أَنزَلْتَ } [القصص: 24] أن الخير منك في الحقيقة، وإنْ جاءني على يد عبد مثلي؛ ذلك لأنك حين تُسلسل أيَّ خير في الدنيا لا بُدَّ أن ينتهي إلى الله المنعِم الأول، وضربنا لذلك مثلاً برغيف العيش الذي تأكله، بدايته نبتة لولا عناية الله ما نبتتْ.لذلك يقولون في (الحمد لله) صيغة العموم في العموم، حتى إنْ حمدتَ إنساناً على جميل أسداه إليك، فأنت في الحقيقة تحمد الله حيث ينتهي إليه كُلُّ جميل.

إذن: فحمْد الناس من باطن حمد الله، والحمد بكل صوره وبكل توجهاته، حتى ولو كانت الأسباب عائدة على الله تعالى، حتى يقول بعضهم: لا تحمد الله حتى تحمد الناس.

ذلك لأن أَزِمّة الأمور بيده تعالى، وإنْ جعل الأسباب في أيدينا، وهو سبحانه القادر وحده على تعطيل الأسباب، وأذكر أن بعض الدول (باكستان) أعلنت عن وفرة عندهم في محصول القمح، وأنها ستكفيهم وتفيض عنهم للتصدير، وقبل أنْ ينضج المحصول أصابته جائحة فأهلكته، فاختلفت كل حساباتهم، حتى استوردوا القمح في هذا العام.

هذا معنى { رَبِّ إِنِّي لِمَآ أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ } [القصص: 24] فالخير منك يا رب، وإنْ سُقْته إليَّ على يد عبد من عبيدك، وفقري لا يكون إلا إليك، وسؤالي لا يكون إلا لك.

ولم يكَدْ موسى ـ عليه السلام ـ ينتهي من مناجاته لربه حتى جاءه الفرج: { فَجَآءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي }




الكلمات المفتاحية

الشعراوي عمل المرأة ابنتا شعيب القرآن تفسير

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled "فَسَقَىٰ لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّىٰ إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ" (القصص: 24)