والدتي كانت لا تحب أمها (جدتي) وتعاملها معاملة سيئة بسبب صغر عقل جدتي، وأنها ليست مدركة للواقع بشكل جيد،وكانت أمي تغضب من تصرفاتها، وأحيانا تعاملها بعنف، وتتلفظ بشتائم. وحينما توفي جدي، كانت جدتي تعيش وحيدة فأخذتها أمي لتعيش معنا.
وللأسف عندما كنا نرى والدتنا تعاملها بهذه المعاملة، كنا نقلدها ونتعامل معها بعنف، وأحيانا تصل إلى مد يدنا عليها، وكنا غير مدركين أنها سيدة مسنة، ومريضة عقليا ليست بكامل قواها.
وبعد أن توفاها الله شعرت بحزن وندم شديد أنا وشقيقتي، بسبب ما كنا نفعله معها. وأحاول دائما أن أترحم عليها، وأتصدق عنها، وعملت لها عمرة كنوع من تكفير الذنب.
وفي الحقيقة أنا وشقيقتي حالنا لا يسر، وعندنا مشاكل..هل يكون بسبب ذلك؟ ماذا أفعل لأكفر عن ذنبي؟
وليست المشكلة هنا فقط، مع مرور الوقت اكتشفت أن شعوري أنا وشقيقتي تجاه أمي يكاد يكون نفس شعورها تجاه أمها (جدتي) وأحيانا أشعر رغما عني أنني لا أحبها، ولا أستطيع الحديث معها كثيرا بسبب جهلها لأمور كثيرة في الحياة، وصغر عقلها، وكثرة أخطائها في حياتنا والعقد النفسية التي سببتها لنا، ولكن في نفس الوقت أحاول ألا أغضبها لكيلا يغضب علي الله، وكأن التاريخ يعيد نفسه ويتكرر.
أرجوكم أفيدوني هل سيسامحنا الله على ما فعلنا مع جدتنا؟
هل ما نحن فيه من كربات ووقف حال، بسبب هذه الأفعال التي فعلناها بجدتنا!
وماذا أفعل مع أمي وكيف أعاملها وهل معاملتي لها الفاترة صحيحة؟
قال مركز الفتوى بإسلام ويب في إجابته: عليكم أن تبروا أمّكم وتحسنوا إليها، وتحذروا من الإساءة إليها أو التقصير في حقّها، والواجب على أمّكم أن تتوب إلى الله تعالى من الإساءة إلى أمّها؛ فحقّ الأمّ عظيم وعقوقها من أكبر الكبائر، والتوبة من عقوق الوالدين بعد موتهما تكون بالتوبة إلى الله تعالى والدعاء لهما، وإنفاذ وصيتهما وصلة رحمهما والإحسان إلى أصدقائهما، لقوله صلى الله عليه وسلم كما في حديث ابن عمر الذي أخرجه مسلم: "إن أبر البر أن يصل الرجل ود أبيه".
وقوله صلى الله عليه وسلم حين سئل هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما به بعد موتهما؟ قال: "نعم، الصلاة عليهما".
وعلى العموم، فإن على السائل أن يكثر من التوبة، ويقوم بما أشرنا إليه، ويداوم على فعل الطاعات عموماً، فإذا ما فعل ذلك فنرجو الله أن يقبل توبته ويصفح عنه، لأنه سبحانه وعد التائبين بقبول التوبة، ووعده حق لا مرية فيه.
ففي صحيح مسلم عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: … يَا عِبَادِي، إِنَّمَا هِي أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ، ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا، فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدْ اللَّهَ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ.
قال ابن رجب الحنبلي -رحمه الله- في جامع العلوم والحكم: الْمُؤْمِنُ إِذَا أَصَابَهُ فِي الدُّنْيَا بَلَاءٌ، رَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ بِاللَّوْمِ، وَدَعَاهُ ذَلِكَ إِلَى الرُّجُوعِ إِلَى اللَّهِ بِالتَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ.
اقرأ أيضا:
أرسلت صوري عارية لحبيبي ..كيف أتوب؟اقرأ أيضا:
هذه الأمور يلزم مراعاتها في الأضحية..تعرف عليهااقرأ أيضا:
هل عقوق الوالدين يعد مبررا للحرمان من الميراث؟ .. مجمع البحوث يحسم الجدل