المسجد النبوي الشريف هو ثاني الحرمين وأحد ثلاثة مساجد تشد إليها الرحال، فهو ومعه المسجد الحرام والمسجد الأقصى المبارك فقط تشد إليهم الرحال، وقد بمراحل تطوير كثيرة عبر مراحل تاريخه الطويل من حيث مساحته وعدد أبوابه.
وقد بنى النبي صلى الله عليه وسلم هذا المسجد في صورته الأولى في السنة الأولى من الهجرة بمساحة 1050م2 وأدخل عليه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم توسعة بعد مقدمه من خيبر سنة 7 هـ بمساحة 1425م2 ثم أتت زيادة عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة 17هـ بإضافة1100 م2 ثم زيادة عثمان بن عفان رضي الله عنه سنة 29-30هـ: 496 م2 ثم زيادة الوليد بن عبد الملك الأموي سنة 88-91 هـ: 2369م2
توسعات عملاقة
ثم حدثت زيادة جديدة في مساحة المسجد النبوي في عهد المهدي العباسي سنة 161-165هـ بمساحة 2450 م2 ثم زيادة السلطان أشرف قايتباي سنة 888هـ: 120م2 ثم زيادة السلطان عبد المجيد العثماني سنة 1265-1277هـ: 1293م2
وفي سنة 1372 بدأت سلسلة من التوسعات العملاقة في الدولة السعودية الحديثة بدأها الملك عبد العزيز بالتوسعة السعودية الأولى بمساحة 6024 م2 ثم زيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز (التوسعة السعودية الثانية) بإضافة 82000 م2 - ومساحة الساحات المحيطة بالمسجد النبوي (ضمن توسعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بمساحة 235000م2.
أبواب المسجد النبوي
أما عن أبواب المسجد النبوي الشريف فقد كان للمسجد النبوي ثلاثة أبواب في بنايته الأولى وهي باب في مؤخرة المسجد (أي جهة القبلة اليوم) حيث كانت القبلة إلى بيت المقدس. وبعد تحول القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة يوم الثلاثاء 15-8-2 هـ أغلق الباب في الحائط الجنوبي، وحل محله باب في الحائط الشمالي، وعملت ثلاثة أروقة جهة الجنوب على غرار تلك التي بالجهة الشمالية، واحتفظ بباب عثمان وباب عاتكة.
وباب من جهة الغرب عرف بباب عاتكة (المعروف الآن بباب الرحمة). (وعاتكة سيدة من مكة ابنة زيد بن عمر، من قبيلة عدي بن كعب، أسلمت وهاجرت للمدينة المنورة، وسمي الباب باسمها لوجوده مقابل بيتها، كما عرف بباب السوق لأنه كان يؤدي إلى السوق، ويرجع تسميته إلى باب الرحمة، كما جاء في صحيح البخاري إلى أن رجلا دخل المسجد طالباً من الرسول صلى الله عليه وسلم الدعاء لإرسال المطر، فأمطرت السماء سبعة أيام، ثم دخل في الجمعة الثانية طالباً برفع المطر خشية الغرق، فانقشعت السحب، واعتبر هذا رحمة بالعباد، فأطلق عليه باب الرحمة، وباب النبي لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يدخل منه ).
والثالث باب من جهة الشرق عرف بباب عثمان (المعروف الآن بباب جبريل). وأطلق عليه باب جبريل لأن الرسول صلى الله عليه وسلم، التقى بجبريل في هذا المكان في غزوة بني قريظة، وعرف بباب عثمان لوجوده مقابل بيته.( عمارة وتوسعة المسجد النبوي الشريف عبر التاريخ ص48-49).
وبعد توسعة عمر بن الخطاب رضي الله عنه للمسجد النبوي أصبح للمسجد ستة أبواب أي أضيف ثلاثة أبواب جدد إلى الأبواب التي كانت في حوائط المسجد على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم فأصبحت أبواب المسجد على النحو التالي:
1) الحائط الشمالي: بابان (أضيف باب مستجد).
2) الحائط الشرقي: بابان باب جبريل (واستحدث باب النساء ).
3) الحائط الغربي: بابان، باب الرحمة (واستحدث باب السلام).
وتوالى زيادة عدد أبواب المسجد النبوي خلال توسعات المسجد النبوي عبر التاريخ مع الاحتفاظ بمسميات الأبواب الرئيسة المشار إليها أعلاه
وعند توسعة المسجد في عهد عمر بن عبد العزيز، أصبح للمسجد 20 باباً 8 في الجهة الشرقية، و8 في الجهة الغربية، و4 في الجهة الشمالية وبعد زيارة المهدي سنة 165 هـ، زاد 4 أبواب خاصة غير عامة في جهة القبلة. وقد تم إغلاق هذه الأبواب جميعها قديماً عند تجديد حيطان المسجد، وبقيت منها 4 أبواب فقط.[51]
واستقر المسجد على 4 أبواب إلى أن أضيف باب في الجهة الشمالية أثناء العمارة المجيدية سنة 1277 هـ، فصار للمسجد 5 أبواب: بابان في الجهة الشرقية (باب جبريل، وباب النساء)، وبابان في الجهة الغربية (باب السلام، وباب الرحمة)، وباب في الجهة الشمالية (الباب المجيدي).[52] وبعد التوسعة السعودية الأولى سنة 1375 هـ الموافق 1955، أصبح للمسجد 10 أبواب بعد أن زيد باب الصديق، وباب سعود، وباب الملك عبد العزيز، وباب عمر، وباب عثمان.[53] وفي عام 1987، فُتح باب البقيع في الجدار الشرقي، بذلك ارتفع عدد الأبواب إلى 11 باباً. وبعد التوسعة السعودية الثانية أصبح 5 منها داخل مبنى التوسعة الجديدة، وصار عدد المداخل الإجمالي 41 مدخلاً، بعضها يتكون من باب واحد، وبعضها من بابين ملتصقين و3 أبواب و5 أبواب متلاصقة، ويصبح العدد الإجمالي 85 باباً.
اقرأ أيضا:
ما هو الفرق بين البيت العتيق والبيت المعمور؟ ومكان كل منهما؟ اقرأ أيضا:
التقويم الهجري القمري.. تقويم رباني معجز لا يخضع مساره لتغيير البشر