شهد شهر ذي الحجة - وهو أحد الأشهر الحرم- أحداثًا مهمة سواء في السيرة النبوية الشريفة أو في التاريخ الإسلامي ومنها:
وفيها خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في ألف ونيف قاصداً مكة لأداء العمرة ، فلما علم المشركون بذلك جمعوا أحابيشهم ، وخرجوا من مكة صادِّين له عن الاعتمار هذا العام ، فرجع رسول الله بعد أن صالحوه على أن يأتي العام القادم ، ولا يقيم أكثر من ثلاثة أيام ، وعلى أن يأمن بينهم وبينه عشر سنين ، وعلى أن يرد رسول الله من قصده من الكفار مسلماً ، وألا يردوا هم من قصدهم من المسلمين كافراً . وعلى الرغم من جور المعاهدة ، إلا أن رسول الله قبلها . وقد حدث قبل الصلح أمر بيعة الرضوان ، بعدما أشيع أن عثمان قُتل ( وكان رسول الله قد بعثه إلى قريش يعلمهم أنه ما جاء لقتال أحد ، وإنما جاء معتمراً ) وقد أثنى الله على المؤمنين وأنزل فيهم قرآناً { لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحاً قريباً } [الفتح : 18] . .
وهي التي قاضى رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشاً عليها في الحديبية ، فخرج من المدينة معتمراً ، وسار حتى بلغ مكة ، فاعتمر وطاف بالبيت ، وتحلل من عمرته ، وتزوج بعد إحلاله بأم المؤمنين ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها . .
خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة لأداء حجة الوداع ( ذي القعدة سنة 15 هـ ) : وكان ذلك مع جمع من المسلمين ، صلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم العصر بذي الحليفة ركعتين وبات بها ، وأتاه آت من ربه عز وجل في وادي العقيق ، يأمره أن يقول في حجته هذه : "حج في عمرة" ، ومعنى هذا أن الله يأمره أن يقرن الحج مع العمرة ، فأصبح فأخبر الناس بذلك . .
وفيها انتصر خالد بن الوليد رضي الله عنه قائد المسلمين وكان ذلك في الجنوب الشرقي على تخوم الشام والعراق والجزيرة ، وقد قتل من جيوش التحالف الرومي الفارسي العربي يومئذ - وبإجماع المؤرخين - مائة ألف . .
معركة فحل بيسان ( ذي القعدة سنة 13 هـ ) : معركة بين المسلمين بقيادة خالد بن الوليد والروم ، وهزم فيها الجيش الرومي هزيمة نكراء ، وقد تراوح جيش المسلمين في هذه المعركة ما بين 26 إلى 30 ألفاً ، مقابل 50 إلى 80 ألفاً عدد جيش الروم . .
وكانت جيوش المسلمين بقيادة سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ، وقد ألحق الجيش المسلم هزيمة كبرى بجيوش الفرس ، وكان ذلك بعد سقوط المدائن في أيدي المسلمين قبل ذلك بتسعة أشهر .