ورد سؤال إلى موقع "amrkhaled.net" يقول: " أنا رجل أزعم بأني إنسان طيب، ولكني أعاني في الزواج من امرأة متمرد، دائمًا ما ترفع صوتها علي، وتطالبني بما لا أطيق من النفقات، بل تصل في عنفها للسب والإهانة، وكلما روادتني نفسي لأطلقها عز علي مستقبل أبنائي فماذا أفعل؟
جعل الله سبحانه وتعالى أهم شرط في نجاح أي علاقة زوجية هي دوام المودة والرحمة فيما بينهم، فإن ذهبت هذه الرحمة والمودة فسدت معها كل شيئ، وحتى الأبناء الذين تخشى على مستقبلهم ربما يكون أول شيئ يدفعون ثمن عدم التفاهم بينكما، فالحياة الزوجية تقوم على قواعد أخلاقية، أهمها العفو والصفح والتغافُر والتنازل للطرف الآخر، وقد وصف الله تعالى الحياة الزوجية بقوله: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون ﴾ [الروم: 21].
وصبرُ أحد الزوجين على الآخر وتحمُّل الأذى النفسي في سبيل ذلك مِن الجهاد في سبيل الله، يُؤجَر عليه صاحبه، فلا تحرم نفسك أجرَ السعي على إطعامهم وكسوتهم، ولا أجر الصبر على أذاهم ومشاكلهم
اقرأ أيضا:
زوجي يتهمني بالعناد وأنه الرجل ومن حقه فعل ما يشاء.. ما الحل؟والزوجة عادة مِن طبيعتها أن تتدلل على زوجها، وأغلب النساء كما قال النبي صلى الله عليه وسلم يجحدون الإحسان ويكفرن العشير.
لذلك إن أردت أن تصبر على أذى زوجتك فبها ونعم، وإن رأيت أن الحياة أصبحت مستحيلة بينكما، حاول أن تصحح من أخلاقها بما أعطاك الله من قوامة عليها، فمفهوم القوامة يقوم على مفهوم (الإدارة)، وليس على مفهوم التسلط والدكتاتورية، فالمدير لا يملك الموظف، ولكنه يملك توجيهه في أمور محدودة تتعلق بوظيفته، وما عدا ذلك فلا سلطان للمدير على هذا الموظف، والزوجةُ هي موظفةٌ في مؤسَّسة الحياة الزوجيَّة لها حقوقُها وواجباتها، والزوجُ كذلك.
فبادر بقوامتك على زوجتك لإصلاح أخلاقها، وتحدث معها كثيرا، وحاول أن تكون صديقا وحبيبا لها، أما إذا رأيت أنه لا سبيل لإصلاحها فحاول أن تستعين ببعض أهلها، لنصحها والصبر على ذلك حتى يحدث الله بعد ذلك أمرا تحبه وتنتظره في صلاح حالها.