تعتبر موقعة الجسر بين المسلمين والفرس من المواقع التي تسببت في جزع المهاجرين والأنصار عقب الفرار يومها.
الفرار يوم الجسر:
تقول عائشة رضي الله عنها : سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قدم عبد الله بن زيد رضي الله عنه، فنادى: الخبر يا عبد الله بن زيد؟ وهو داخل المسجد، وهو يمر على باب حجرتي.
فقال: ما عندك يا عبد الله بن زيد؟ قال: أتاك الخبر يا أمير المؤمنين، فلما انتهى إليه أخبره خبر الناس، فما سمعت برجل حضر أمرا فحدث عنه كان أثبت خبرا منه.
تقول عائشة فلما قدم الناس فارين، ورأى عمر رضي الله عنه جزع المسلمين من المهاجرين والأنصار من الفرار، قال: لا تجزعوا يا معشر المسلمين، أنا فئتكم إنما انحزتم إلي.
وكان معاذ القاري رضي الله عنه من بني النجار ممن شهده موقعة الجسر ففر يومئذ ،فكان إذا قرأ هذه الآية: " ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير"، بكى.
فيقول له عمر رضي الله عنه: لا تبك يا معاذ، أنا فئتك، وإنما انحزت إليّ.
وقال عمر بن الخطاب لسعد بن عبيد رضي الله عنهما - قال وكان رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان انهزم يوم أصيب أبو عبيد، في موقعة الجسر، وكان يسمى «القاري» ولم يكن أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمى القاري غيره - .
قال: فقال له عمر بن الخطاب رضي الله عنه: هل لك في الشام؟ فإن المسلمين قد نزفوا به، وإن العدو قد استعدوا عليهم، ولعلك تغسل عنك الهنيهة. قال: لا، إلا الأرض التي فررت منها، والعدو الذين صنعوا بي ما صنعوا. قال: فجاء إلى القادسية فقتل.
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورهاالندم يوم مؤتة:
يقول عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: كنت في سرية من سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفرّ الناس، وكنت فيمن فر، فقلنا: كيف نصنع؛ وقد فررنا من الزحف وبؤنا بالغضب؟ ثم قلنا: لو دخلنا المدينة ثم بتنا.
ثم قلنا: لو عرضنا أنفسنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن كانت لنا توبة وإلا ذهبنا.
فأتيناه قبل صلاة الغداة؛ فخرج، فقال: من القوم؟ قال: قلنا: نحن فرارون. فقال: «لا، بل أنتم الكرارون، أنا فئتكم وأنا فئة المسلمين»، قال: أتيناه حتى قبلنا يده.