ثبت في الأحاديث والأثار المنقولة أن عددا كبيرا من الأنبياء مدفونون في الحجر أو حول الكعبة المشرفة.
فقد أخرج الأزرقي في “أخبار مكة” ، وابن جرير في “التفسير” ، وابن أبي حاتم في “التفسير ” من حديث عطاء بن السائب، عن ابن سابط عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: “كان النبي من بني الأنبياء إذا هلكت أمته لحق بمكة فيتعبد فيها النبي، ومن معه حتى يموت فيها، فمات بها نوح، وهود، وصالح، وشعيب، وقبورهم بين زمزم والحجر”.
ولفظ ابن جرير الطبري: “دحيت الأرض من مكة، وكانت الملائكة تطوف بالبيت، فهي أول من طاف به، وهي الأرض التي قال الله تعالى: (إني جاعل في الأرض خليفة)، وكان النبي إذا هلك قومه أو نجا هو والصالحون أتى هو ومن معه فعبدوا الله بها حتى يموتوا، فإن قبر نوح، وهود، وصالح، وشعيب، بين زمزم والركن والمقام”.
أبو حنيفة قال: حدثنا عطاء بن السائب قال: قبر هود، وصالح، وشعيب في المسجد الحرام.
وروى الحاكم في “المستدرك” من حديث أبي بكر بن أبي خيثمة، ثنا مؤمل بن إسماعيل، ثنا حماد بن سلمة أنبأ عطاء بن السائب عن عبد الرحمن بن سابط قال: إنه لم تهلك أمة إلا لحق نبيها بمكة فيعبد فيها حتى يموت وإن قبر هود بين الحجر وزمزم.
و ذكر القرطبي في تفسيره أن رسول الله تعالي صلي الله عليه وسلم قال :
" مابين الركن والمقام إلي زمزم قبور تسعة وتسعين نبيا جاءوا حجاجا فقبروا هناك "
وأخرج أبو الوليد الأزرقي في “تاريخ مكة” عن خالد بن عبد الرحمن بن خالد المخزومي، قال: حدثني الحارث ابن أبي بكر الزهري، عن صفوان بن عبد الله بن صفوان الجمحي، قال: “حفر ابن البير الحجر فوجد فيه سفطا من حجارة خضر، فسأل قريشأ عنه، فلم يجد عند أحد منهم فيه علما، قال: فأرسل إلى عبد الله بن صفوان فسأله فقال: هذا قبر إسماعيل (عليه السلام) فلا تحرکه، قال: فترکه”.
أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي، حدثني أسامة بن يزيد بن أسلم عن أبيه: قال: “لما بلغ إسماعيل عشرين سنة توفيت أمه هاجر، وهي ابنة تسعين سنة فدفنها إسماعيل في الحجر”.
و أخبرنا خالد بن خداش بن عجلان، أخبرنا عبد الله بن وهب المصري، أخبرنا حرملة بن عمران، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة أنه قال: “ما يعلم موضع قبر نبي من الأنبياء إلا ثلاثة: قبر إسماعيل، فإنه تحت الميزاب بين الركن والبيت، وقبر هود، فإنه في حقف من الرمل تحت جبل من جبال اليمن عليه شجرة تندي، وموضعه أشد الأرض حرا، وقبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فإن هذه قبورهم بحق”.
اقرأ أيضا:
ما هو الفرق بين البيت العتيق والبيت المعمور؟ ومكان كل منهما؟الدكتور علي جمعة، مُفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، يقول إنه فيما أورد الفاكهي والأزرقي في تاريخ مكة "أن في الطواف مدفون 70 نبيا".
وأوضح «جمعة» خلال برنامج «والله أعلم»، أن هذا بمعنى أن الكثير من الأنبياء زاروا البيت الحرام، حيث دلهم الله سبحانه وتعالى عليه، وأن سبعين منهم أتاهم أجلهم في هذا المكان فدفنوا فيه، فمن يمشي على هذا المطاف، فإنه يطوف بمقامات الأنبياء.
وأضاف أن 70 نبيا من السابقين دفنوا في هذا المطاف، ومع ذلك لا شيء في الجلوس هناك والمشي بهذا المطاف، لأنه لا يوجد قبر بارز، حيث إن النهي يكون على القبور البارزة.
اقرأ أيضا:
التقويم الهجري القمري.. تقويم رباني معجز لا يخضع مساره لتغيير البشراقرأ أيضا:
وبدأ موسم الرمان.. فوائد سحرية لقلبك ومناعتك والوقاية من هذه الأمراض