عزيزي المسلم، حينما تجد نفسك متعلقًا بأمر ما بشكل غير عادي، وزيادة عن اللزوم، هنا توقف، واعلم أنه مؤشر لأمور عديدة، تحتاج لإعادة ضبط بداخلك..
أولاً: تضع من أمامك في مكانة أعلى منك وربما أعلى من قيمته الحقيقية ..
ثانياً: محروم ومفتقد منذ فترة طويلة، وهنا يحركك احتياج وليس مشاعر وسطية حقيقية ..
ثالثاً: خيالك يساعدك لكي ترى أن أجمل شيء سيحدث لحياتك إذا وصلت لهذا الشيء أو هذا الشخص بالتحديد ، كما يساعدك لترى أسوأ شيء في حياتك إذا ابتعدت عنه ..
رابعاً: الممنوع مرغوب .. وهذا لاشك محرك خادع جداً ، لكن لو متاح حساباتك وتقييمك مؤكد سيختلف ..
طبيعتك البشرية
الطبيعة البشرية، تجعلك دائمًا مشتاق لتحقيق أمر ما، وتظل تحلم بتحقيقه أيام وليالي.. لكن هذا الشعور لاشك سيختلف تماماً عن أن تختزل حياتك واستقرارك وفرحتك و إنجازك .. لحدث بعينه أو شخص بعينه ..
أحياناً العمر يمر فعلاً ونحن مازلنا في انتظار نتيجة واحدة .. لا نستطيع أن نرى سواها.. لكن ماذا لو أدركت كم أن هذا الانتظار يستهلكك ويهلكك.. هل ستبرر لنفسك .. بأنك تحب هذا الشيء أو هذا الشخص بشكل مختلف، أو هذا الحلم، ومن الصعب التنازل عنه؟.. كل هذه التبريرات مجرد حيل دفاعية.. لأنه باختصار ليس الحب ولا الإخلاص ولا الشغف ولا الإرادة أو التمسك بالحلم .. هذه مؤشراتها .. لأن هذه المشاعر في حد ذاتها وجودها بداخلك يضيف لك سكون وهدوء ويكون حافز أقوى للسعي .. مجرد السعي .. سعي مُحتمل فيه كل النتائج ..
طبيعي بما أننا بشر حينما تأتي نتائج سعينا بخلاف ما نريد أو نتمنى، نحزن، لكن هناك فرق بين الحزن والانهيار، علينا أن نحزن، لكن لا ننهار أو نكتئب أو نيأس تمامًا من رحمة الله عز وجل وليعاذ بالله.. أما التعلق فهو المختلف أن تتعلق بأمر وتربط به حياتك كلها.. حينها لو ضاع تنهار تمامًا.. وهذا ما لا يجب أن يكون أو يحدث.. لأن الله قد يريد لنا أمرًا أفضل ونحن لا ندري.
اقرأ أيضا:
لماذا أجر الصوم مضاعف في رمضان؟خطور التعلق
خطورة التعلق تأتي في أنه يتعارض مع فكرة التسليم لله عز وجل وهي (لُب الإيمان ).. وهنا تأمل هذه الآية الكريمة، قال تعالى: «وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ ۗ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا »..
يحبونهم كحب الله !.. ما بالك لو كنت تحبه أكثر من الله أيضًا !! لا تنكر أو تقل لا .. لأن أحوالك وأفعالك وكلامك تبين من هو رقم واحد لديك .. لابد أن تعترف حتى تفيق وتعود إلى أمر الله عز وجل.. فلو أكملت الآية: «ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعاً ».. ستجد أنك ظالم لنفسك، ومن ثم فإن رفع العذاب لابد أن يرتبط بقوتك وصدقك مع الله، بعيدًا عمن تتعلق به.. قال تعالى: «لَّا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَّخْذُولًا ».