عياش بن أبي ربيعة صحابي جليل من السابقين الأولين .. كان من المستضعفين في مكة والذين أنزل بهم كبار قريش سوء العذاب رغم أنه كان أخ غير شقيق لعمرو بن هشام سيد قريش من أمه وابن عم سيف الله المسلول سيدنا خالد بن الوليد رضي الله عنه
الصحابي الجليل عياش ابن ربيعة اعتنق الإسلام في مرحلة مبكرة قبيل دخول الرسول صلي الله عليه وسلم دار الأرقم بن أبي الأرقم رضي الله عنه وقبل أن يدعو فيها، هاجر إلى الحبشة وولد له بها ابنه عبدا لله، كما هاجر إلى المدينة مع عمر بن الخطاب وفي طريق هجرته إلى المدينة.
خرج أبو جهل بن هشام والحارث بن هشام إلى عياش بن أبي ربيعة وكان ابن عمهما وأخاهما لأمهما حتى قدما علينا المدينة ورسول الله بمكة بحسب روابة عياش رضي الله عنه فكلماه وقالا: إن أمك قد نذرت أن لا يمس رأسها مشط حتى تراك، ولا تستظل من شمس حتى تراك. فرق لها فقال عمر له: يا عياش إنه والله إنْ يريدك القوم إلا ليفتنوك عن دينك، فاحذرهم فوالله لو قد آذى أمك القمل لامتشطت، ولو قد اشتد عليها حر مكة لاستظلت. فقال: أبر قسم أمي، ولي هنالك مال فآخذه.
:الصحابي الجليل رد علي فاروق الأمة : والله إنك لتعلم أني لمن أكثر قريش مالا فلك نصف مالي ولا تذهب معهم. قال: فأبى علي إلا أن يخرج معهما فلما أبى إلا ذلك قلت له: أما إذ قد فعلت ما فعلت فخذ ناقتي هذه فإنها ناقة نجيبة ذلول فالزم ظهرها فإن رابك من القوم ريب فانج عليها.
والأحداث سارت كما توقع سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه حيث غدر ابن هشام بأبن عمه حيث سارا في الطريق معا حتى إذا كانوا ببعض الطريق قال له أبو جهل: يا ابن أخي والله لقد استغلظت بعيري هذا، أفلا تعقبني على ناقتك هذه؟ قال: بلى. قال: فأناخ وأناخا؛ ليتحول عليها، فلما استووا بالأرض عدوا عليه فأوثقاه وربطاه ثم دخلا به مكة. قال ابن إسحاق: فحدثني به بعض آل عياش بن أبي ربيعة: أنهما حين دخلا به مكة دخلا به نهارا موثقا ثم قالا: يا أهل مكة هكذا فافعلوا بسفهائكم كما فعلنا بسفيهنا هذا.
الصحابي الجليل كان ذا مقام رفيع لدرجة أن الله أنزل في حقه قرآنا بحسب إجماع عدد من المفسرين وعلي رأسهم ابن كثير "وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ"، قال مجاهد وغير واحد: نزلت في عياش بن أبي ربيعة أخي أبي جهل لأمه وذلك أنه قتل رجلا كان يعذبه مع أخيه على الإسلام وهو الحارث بن يزيد بن أنسة فأضمر له عياش السوء فأسلم ذلك الرجل وهاجر وعياش لا يشعر فلما كان يوم الفتح رآه فظن أنه على دينه فحمل عليه فقتله فأنزل الله هذه الآية.
التابعي الجليل القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق شاطر المفسرين نفس القول : نزلت هذه الآية في عياش بن أبي ربيعة والحارث بن يزيد من بني عامر بن لؤي وكان يؤذيهم بمكة وهو كافر فلما هاجر المسلمون أسلم الحارث وأقبل مهاجرا حتى إذا كان بظاهر الحرة لقيه عياش بن أبي ربيعة فظنه على شركه فعلاه بالسيف حتى قتله فنزلت " وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ " .
اقرأ أيضا:
ماذا تعرف عن الريح التي تقبض أرواح المؤمنين؟الصحابي الجليل كانت له مناقب عديدة منها دعاءالرسول صلي الله عليه وسلم له فعن أبي هريرة أن محمد كان إذا رفع رأسه من الركعة الآخرة يقول: " اللهم أنج عياش بن أبي ربيعة، اللهم أنج سلمة بن هشام، اللهم أنج الوليد بن الوليد، اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين، اللهم اشدد وطأتك على مضر، اللهم اجعلها سنين كسني يوسف"
شخصية عياش بن أبي ربيعة طغي عليها الجانب العاطفي ويظهر ذلك جليًا في قصته مع أمه عندما برأ بقسمها فضلا عن أنَّه هاجر الهجرتين في دلالة على بذله وصبره في الإسلام كما كان من خلقه الإيثار . وفي قصة موته خير شاهد على ذلك حيث روي عن حبيب بن أبي ثابت أن الحارث بن هشام وعكرمة بن أبي جهل وعياش بن أبي ربيعة أثبتوا يوم اليرموك، فدعا الحارث بشراب فنظر إليه عكرمة فقال: ادفعوه إلى عكرمة فدفع إليه، فنظر إليه عياش بن أبي ربيعة، فقال عكرمة: ادفعوه إلى عياش فما وصل إلى أحد منهم حتى ماتوا جميعا وما ذاقوه..
.