أخبار

8ثمار رائعة للإيمان بالقضاء والقدر ..مصدر انشراح الصدر والرزق الوفير .. سلم زمام أمرك لله

3 أطعمة تساعد في تعزيز جهاز المناعة

4 أطعمة احذري تخزينها في الثلاجة

حكم الرطوبة والبلل الخارج من الفرج والطهارة منها؟

مواعظ مبكية بين عمر بن عبد العزيز والخليفة سليمان

داوم على طرق باب الله يوشك أن يفتح لك

أذكار وتسابيح كان يداوم عليها النبي كل صباح

هل تبحث عن السعادة.. حاول أن تكتشف نفسك وابدأ بهذه الحقائق

ماذا تعرف عن الريح التي تقبض أرواح المؤمنين؟

لماذا البعض يخاف أن يموت قبل أن يكمل النطق بالشهادة؟ (الشعراوي يجيب)

24 من ذي الحجة.. لقاء وحوار بين النبي و أهل نجران ثم دعوة للمباهلة.. هكذا انتهت

بقلم | خالد يونس | السبت 08 يونيو 2024 - 07:41 ص

في 24 من شهر ذي الحجة في السنة التاسعة من الهجرة جاء وفد من نصارى نجران إلى المدينة المنورة بعد أن تلقى خطابًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوهم فيه إلى الإسلام، أو الجزية، أو الحرب.

وكانت نجران بلدًا كبيرًا في جنوب مكة في اتجاه اليمن، وكان أهلها يدينون بالنصرانية، وقد أرسلوا وفدًا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان هذا الوفد مكونًا من أربعة عشر رجلاً في بعض الروايات، بينما وصلت روايات أخرى بالوفد إلى ستين رجلاً، وكان أمير الوفد الذي يرجعون إلى رأيه رجلاً يُدْعى العاقب، وكان هناك رجلٌ آخر يتولى قيادة الرحلة، وتجهيز متطلباتها، وكانوا يلقبونه بالسيد، وكان هناك رجل ثالث مسئول عن الأمور الدينية، وهو أسقف وحَبْر الرحلة، وكان اسمه أبا الحارث، فهؤلاء الثلاثة هم أهم ثلاثة في الوفد، وهم الذين يتولون التفاوض.

تأجيل اللقاء

وقد جاء الوفد في هيئة منظمة، وفي صورة منمقة بشدة لدرجة المبالغة، حيث لبسوا الثياب الحريرية، وتحلوا بالخواتم الذهبية، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يحرم هذه الأمور على الرجال، ولذلك كره الكلام معهم، وهم بهذه الصورة، وأَجّل الحديث معهم إلى اليوم التالي، حيث جاءوا يلبسون ثياب الرهبان، ومن ثَمَّ بدأ الكلام معهم.

لم يكن من همِّ الوفد ولا من نيته أن يُسلم أو يفكر في الإسلام، وإنما أتى ليناظر الرسول صلى الله عليه وسلم من ناحية، وأتى ليبهره، ويبهر المسلمين من ناحية أخرى، ولذلك كان الحوار معهم على صورة تختلف كثيرًا عن الحوار مع الوفود الأخرى.

جدال وشبهات

وفد نجران لم يكن يريد الإسلام، ولذلك كثر الجدال بينهم وبين الرسول صلى الله عليه وسلم، وكثر إلقاء الشبهات والرد عليه، وكان مما قالوه: ما لك تشتم صاحبنا -يقصدون عيسى عليه السلام- وتقول إنه عبد الله؟

فقال صلى الله عليه وسلم: "أَجَلْ، إِنَّهُ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إلى مَرْيَمَ الْعَذْرَاءِ الْبَتُولِ".

وهذا ليس انتقاصًا أبدًا من عيسى عليه السلام، بل العبودية لله تشريف، وهو رسول من أولي العزم من الرسل، وهو كلمه الله ألقاها إلى مريم عليها السلام، والتي نكرمها أيضًا ونجلَّها، وننفي عنها أي شبهة سوء، فنقول: إنها مريم العذراء البتول، لكن النصارى يبالغون في تكريم المسيح عليه السلام حتى خرجوا به عن طبيعته إلى طبيعة أخرى، فقالوا: هو الله. وقالوا: هو ابن الله. وقالوا: ثالث ثلاثة.

وكلها مبالغات غير مقبولة، وعقيدة فاسدة، دفعهم إليها الحب الزائد، والتقديس الزائد عن الحد المطلوب، لذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حريصًا عند موته على إبراز هذا المعنى، حتى لا يتجاوز المسلمون الحب المفروض له إلى الحب الذي يقود إلى ضلال وكفر، فيخرجون بطبيعة الرسول إلى غيرها، قال صلى الله عليه وسلم، وهو على فراش موته كما روى البخاري ومسلم عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي لم يقم منه: "لَعَنَ اللَّهُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى، اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ".

ولكون النصارى في وفد نجران لا يتنازلون عن هذا الاعتقاد، فإنهم غضبوا من وصف عيسى عليه السلام بالبشرية والعبودية، وقالوا: هل رأيت إنسانًا قَطُّ من غير أب، فإن كنت صادقًا فأرنا مثله؟

فأنزل الله الحجة الدافعة، حيث ضرب لهم مثلاً يوضح حقيقة عيسى عليه السلام فقال الله عليه السلام: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ * الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} [آل عمران: 60].

النصارى لا ينكرون أن آدم عليه السلام خلق من غير أب ولا أم، وهذا في كتبهم، فإن كان الله عز وجل قادرًا على خلق آدم عليه السلام بدون أب أو أم، أوَ يُعجز أن يخلق عيسى عليه السلام بأم بلا أب؟!

إن العقل ليقبل ذلك تمامًا، لكن الذي لا يقبله العقل أن يكون الإله بشرًا يأكل ويشرب وينام ويخرج ويصاب بالألم ويجرح، بل -في عرف النصارى- يُقتل ويصلب، وإن كنا -نحن المسلمين- نؤمن أنه لم يُقتل ولم يُصلب عليه السلام، بل رفعه الله إليه {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا} [النساء: 157].

ليس من المعقول أن يكون الإله بهذه الصورة التي يعتريها الضعف البشري، ولكن المعقول والمقبول أن يكون البشر كذلك، وليس هذا تقليلاً لقيمة عيسى عليه السلام، بل هو من أولي العزم من الرسل، ومن أعظم الخلق، وآية الله وكلمته، فَرْضٌ على المسلمين أن يؤمنوا به، وبنبوته، وبعظمته، ونبله.

الدعوة إلى المباهلة

ولكن هذا الكلام المقنع لم يقنع النصارى، أو قل: لم يعجب النصارى، ووصلت المحاورة إلى طريق مسدود.

ثم لجأ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى طريقة أخيرة وفريدة؛ لإقامة الحجة على النصارى، فطلب منهم أن يقوموا بالمباهلة أي الملاعنة، وذلك تنفيذًا لأمر الله عز وجل الذي جاء في سورة آل عمران، إذ قال الله تعالى: {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} [آل عمران: 61].

وهذه طريقة فريدة فيها ثقة شديدة بالله عز وجل، ويقين كامل بالحق الذي مع رسولنا صلى الله عليه وسلم، فهو يقول لهم: إن كل طرف يجمع أهله، ويقف مع الطرف الآخر وجهًا لوجه، يبتهل كل منهما أن ينزل الله عليه السلام لعنته على الذي يكذب، وينكر الحق، فلو كانوا يعتقدون اعتقادًا جازمًا أن الحق معهم، أو أن هذا ليس برسول، فلا يجب أن يخافوا من هذه المباهلة أو الملاعنة.

وبالفعل جاء صلى الله عليه وسلم معه عائلته المكونة من عليّ بن أبي طالب، وابنته فاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم، ثم قال: "إِذَا دَعَوْتُ فَأَمِّنُوا". ولما رأى النصارى جدية الرسول صلى الله عليه وسلم خافوا من هذه الملاعنة، وقالوا: مَا بَاهَلَ قَوْمٌ نَبِيًّا إِلاَّ هَلَكُوا.

وهذا يثبت -بما لا يدع مجالاً للشك- أنهم يؤمنون بنبوته وصدقه، ولكنهم يجحدون ذلك لهوى في نفوسهم، واتباعًا لشهواتهم.

فقالوا: احكم علينا بما أحببت.

فصالحهم صلى الله عليه وسلم على الجزية.

ولما عزموا على العودة لبلادهم سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرسل معهم رجلاً أمينًا ليقبض منهم الجزية، فقال صلى الله عليه وسلم: "لأَبْعَثَنَّ مَعَكُمْ رَجُلاً أَمِينًا حَقَّ أَمِينٌ".

فاستشرف لهذه المكانة أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال صلى الله عليه وسلم: "قُمْ يَا أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ".

اقرأ أيضا:

ماذا تعرف عن الريح التي تقبض أرواح المؤمنين؟

تعريف المباهلة وطريقتها

المباهلة: الملاعنة، والابتهال: الاجتهاد في الدعاء، وإخلاصه بإنزال اللعنة على الكاذب من المتلاعنَين.

وهيئتها: أن يحضر هو وأهله وأبناؤه وهم يحضرون بأهلهم وأبنائهم ثم يدعون الله تعالى أن ينزل عقوبته ولعنته على الكاذبين.


 قال الألوسي: (وإنما ضم رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم إلى النفس الأبناء والنساء مع إن القصد من المباهلة تبين الصادق من الكاذب وهو يختص به وبمن يباهله؛ لأن ذلك أتم في الدلالة على ثقته بحاله، واستيقانه بصدقه، وأكمل نكاية بالعدو، وأوفر إضراراً به لو تمت المباهلة) .


 صيغة المباهلة


 ليس للمباهلة صيغة معينة عند أهل السنة والجماعة فهي تقال بأية صيغة، حيث يدعو المتلاعنين بالدعاء بإنزال اللعنة على الكاذب فيهما.


 شروط المباهلة:

وللمباهلة عدة شروط مستنبطة منها:
 1- إخلاص النية لله سبحانه وتعالى وألا يكون الانتصار لهوى النفس أو لأمر من أمور الدنيا.
 2- أن يترتب عليها مصلحة شرعية كإحقاق الحق، وإقامة الحجة، وكشف الباطل.
 3- صحة ما عليه المباهل وصدقه فيه.
 4- تقديم النصح قبلها ومحاولة إزالة الشبه.


 حكم المباهلة


 المباهلة سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم في حق من أصر على العناد من أهل الباطل والفساد وذلك بعد إقامة الحجة والبرهان عليهم.


 قال ابن القيم: (إن السنة في مجادلة أهل الباطل إذا قامت عليهم حجة الله، ولم يرجعوا، بل أصروا على العناد أن يدعوهم إلى المباهلة، وقد أمر الله سبحانه بذلك رسوله، ولم يقل: إن ذلك ليس لأمتك من بعدك).

اقرأ أيضا:

حينما تأتيك المصائب فجأة وتشتد عليك الدنيا.. اقرأ هذه القصة

اقرأ أيضا:

زيد الخيل .. صحابي جليل طالب الرسول بـ 300فارس لإخضاع الروم.. قصة إسلامه مثيرة




الكلمات المفتاحية

رسول الله نصارى نجران المباهلة الملاعنة المسيح

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled في 24 من شهر ذي الحجة في السنة التاسعة من الهجرة جاء وفد من نصارى نجران إلى المدينة المنورة بعد أن تلقى خطابًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوهم