تنوعت خصائص الدعوة الإسلامية والتشريع الإسلامي بين عهدها المكي في مكة المكرمة وعهدها المدني في المدينة المنورة، بحسب الظروف والتحديات التي احاطت بها.
فقد استغرقت الدعوة الإسلامية فى دورها المكي(من البعثة حتى الهجرة)اثنتى عشرة سنة و خمسة أشهر وواحد و عشرون يوما نزل فيها على الرسول صلى الله عليه و سلم معظم القرآن فنزل بمكة اثنتان وثمانون سورة من جملة سور القرآن البالغة مائة و أربع و عشرة بالإضافة إلى اثنتى عشرة سورة مشتركة بين المكى والمدنى و اشتمل التشريع المكي على أهم ما جاءت من أجله الدعوة الإسلامية, كما يتميز بأنه تشريع كلي, أى أنه يهتم بالأمور الكلية ولا يتعرض لأحكام جزئية، وفيما يلي سمات وخصائص الدعوة الإسلامية والتشريع في العهدين المكي والمدني:
الوحدانية و رفض عبادة الأوثان و أن تكون عقيدة التوحيد أساسا لبناء المجتمع الجديد.
تقرير فكرة البعث و الحساب واليوم الآخر و أن كل إنسان يحاسب بمفرده على عمله فلا تزر وازرة وزر أخرى.
وحدة الرسالات السماوية و أنها تستمد أصولها من منبع واحد هو الله سبحانه وتعالى
ترسيخ الصفات التى تقرب العبد من ربه و التى تبعده عنه.
اذابة الفوارق بين الطبقات و الغاء العصبية القبلية فالناس جميعا متساوون فى الحقوق و الواجبات فكلهم من ذكر و أنثى, و أن الأفضلية لا تكون إلا بمقدار تقوى العبد لربه(إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ).
فرضت الزكاة و الصلاة فى هذا العهد المكي.
تقوية القدوة، والدعوة العلمية من خلال التآخي بين المهاجرين ثم بينهم وبين الأنصار.
إقامة دولة إسلامية تطبق شرع الله تعالى، وتحقق مصالح العباد والبلاد، وتقوم بنشر الدعوة على أساس العدل والشورى والمساواة، والرحمة للعالمين مع إعداد جميع أنواع القوة لإرهاب العدو حتى لا يهاجم دولة الإسلام، فقال تعالى: { وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ...} [الأنفال: 60]
الدعوة إلى التصالح، والتحالف لتحقيق السلم والاستقرار، فقال تعالى: { وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيم} [الأنفال: 61].
دعوة ملوك العالم إلى الدخول في الإسلام، أو في السلم حيث أرسل رسائل إليهم تضمنت الدعوة إلى الإسلام، أو إلى السلم والسلام. وبذلك أكد الرسول عالمية الإسلام وقدرته على استيعاب الجميع، وأن الأصل هو الدعوة إلى الله تعالى.
ظهور نوع جديد من الدعوة يتمثل في دعوة المنافقين الذين كانوا يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر، حيث كانت لهم مشاكل كبيرة، فكانوا فعلًا الطابور الخامس الذي يحاول التشكيك، وتعطيل طاقة الأمة، وإشغالهم بأمور خطيرة عن القضايا الأساسية– كما في حادثة الإفك– فكان لتعامل الرسول معهم بالحكمة والصبر والتحمل لأذاهم وعدم قتل بعضهم دورٌ كبير في التخلص من هذه المشكلة دون ثمن كبير، وفي تماسك الجماعة وقوتها.
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورهااقرأ أيضا:
الحسن بن علي هكذا تصرف سبط النبي عندما قطع معاوية عطاءه .. أعظم صور اليقين بالله .. تعرف علي القصة