لكن نظرة الإسلام في هذا الشأن واضحة فقد حث على صلة الرحم ووعد عليها بالثواب والأجر العظيم، ومقامها جليل، أمر الله بصلتها، وحذّر من قطيعتها، قال تعالى: وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا {النساء:1}، قال الشوكاني في تفسيره فتح القدير: اتقوا الله، واتقوا الأرحام، فلا تقطعوها، فإنهما مما أمر الله به أن يوصل.
فصلة الرحم واجبة، وقطيعتها محرمة، وكبيرة من كبائر الذنوب، ومن أسباب سخط علام الغيوب. ولمزيد الفائدة
كما يلزم العلم أنه إن كان أقاربك هم من بادروا بالخصومة والقطيعة والأذى، فالإثم عليهم لا عليك، وإن أمكنك الأخذ بعزائم الأمور، والصبر عليهم، وصلتهم رغم قطيعتهم لك؛ فهذا من الخير العظيم، روى مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رجلًا قال: يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: لئن كنت كما قلت، فكأنما تسفهم المل ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك. والمل هو: الرماد الحار.
وروى البخاري عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها.
وإن لم يكن بإمكانك تحمل أذاهم، فصليهم بما هو ممكن من الوسائل التي تتقين بها أذاهم، فالصلة يرجع فيها للعرف، كما ذكر أهل العلم.