كشفت دراسة جديدة سبب فقدان بعض مرضى فيروس كورونا لحاسة الشم لسبب غير مفهوم.

وجد الباحثون أن "خطاف" الخلايا التي يلتصق بها الفيروس ويصيبها ينتشر بنسبة تصل إلى 700 مرة في بطانة الجزء العلوي من الأنف مقارنة ببطانة بقية الأنف أو القصبة الهوائية.

خلايا استشعار الرائحة

وتلعب هذه الخلايا الداعمة دورًا حيويًا في وظيفة وتطور خلايا استشعار الرائحة، وقد تتضرر عندما يهاجمها الفيروس.

يقول فريق الباحثين من جامعة جونز هوبكنز، إن النتائج قد تؤدي إلى عقاقير أو علاجات أخرى تستهدف هذه الخلايا حتى يتم تطوير لقاح للقضاء على فيروس كورونا.

قال الدكتور أندرو لين، أستاذ طب الأذن والأنف والحنجرة في كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز، والمؤلف الرئيسي للدراسة: "يرتبط فقدان حاسة الشم بـ (كوفيد – 19)، بشكل عام في غياب أعراض الأنف الأخرى".

وأضاف: "قد يؤدي بحثنا إلى تقدم البحث عن سبب محدد لكيفية حدوث ذلك ولماذا، وأين يمكننا توجيه بعض العلاجات بشكل أفضل".

وبدأ العاملون في مجال الرعاية الصحية في لفت الانتباه إلى العديد من الأعراض الجديدة، مثل فقدان حاسة التذوق والشم في مارس الماضي.

في نفس الشهر، دعت الأكاديمية الأمريكية لطب الأنف والأذن والحنجرة مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إلى إضافة فقدان الشم - عدم القدرة على الشم - إلى قائمة العلامات المحتملة لفيروس كورونا.

ومع ذلك، لم يتضح سبب إصابة بعض مرضى فيروس كورونا بهذه الأعراض.

بالنسبة للدراسة التي نشرت في المجلة الأوروبية للجهاز التنفسي، نظر الفريق في عينات أنسجة أنف من 19 رجلاً وامرأة بالغين مصابين بالتهاب الجيوب المزمن، وهو التهاب في أنسجة الأنف.

كما قاموا بفحص عينات أنسجة القصبة الهوائية من سبعة أشخاص خضعوا لعملية جراحية لتضييق غير طبيعي في القصبة الهوائية. تمت مقارنة العينات بأربعة أشخاص خضعوا لعمليات جراحية في الأنف لأسباب أخرى غير التهاب الجيوب الأنفية.

لم يتم فحص الأطفال لأن لديهم مستويات منخفضة من الإنزيم 2 الأنجيوتنسين المحول (ACE2) في الخلايا المبطنة لأنوفهم.

ودرس الباحثون على وجه التحديد عن مستقبل (ACE2) ، وهو المستقبل الذي يستخدمه الفيروس لدخول الخلايا البشرية وإصابتها. ووجدوا مستويات عالية منه بين الخلايا الأنفية في منطقة تسمى الظهارة العصبية الشمية، حيث توجد الخلايا العصبية المستشعرة للرائحة.

اقرأ أيضا:

الهدهد طائر يتميز بالوفاء لزوجته.. تعرف على أخلاقه وعجائب خلقه

تطوير أدوية أو كريم موضعي

يقول الباحثون إن النتائج يمكن أن تؤدي إلى تطوير أدوية، أو حتى كريم موضعي، لوضعه داخل فتحات الأنف التي تستهدف هذه الخلايا وتقطع انتقال العدوى.

ونظرًا لأن خلايا استشعار الرائحة تحتوي على أعلى مستويات (ACE2)، يعتقد الفريق أن هذا هو السبب في أن بعض مرضى (كوفيد -19) يفقدون حاسة الشم.

يقول مؤلفو الدراسة، إن عامة الناس لا يحتاجون فقط إلى ارتداء الأقنعة ولكن ارتدائها بشكل صحيح، بحيث تغطي الأنف والفم.