أنا فتاة جامعية ومشكلتي أن أمي كانت تعاقبني وأنا طفلة بسبب شقاوتي بوضع الشطة في فمي، والضرب القاسي على الوجه، وكنت أشعر أنني أكرهها، حتى صوتها لا أحب سماعه خاصة عندما تصرخ فيّ.
والآن أنا كبرت، ولم تعد أمي تفعل هذا كله، ولكنني أشعر أن مشاعري ناحيتها مضطربة ، فأنا أكرهها وأغضب منها أحيانًا، وأشعر بالحب تجاهها، والخوف عليها من المرض، أو أن تفارقني بالموت مثلًا أحيانًا أخرى.
هل أنا هكذا طبيعية أم ماذا؟
الرد:
مرحبًا بك يا صديقتي..
أتفهم مشاعرك "المزدوجة" تجاه والدتك، ومن الخطأ أن تحاسبي نفسك، وتتعاملى مع مشاعرك هكذا.
فالمشاعر يا صديقتى، حق للشخص، لا ينبغي أن يحاكمها، ولا يحكم عليها، فشعورك بالألم، الغضب، الحزن، إلخ لا يقع تحت تصنيف "مشاعر سيئة" ، إنها ليست "أخلاقًا" يا صديقتي، وبالتالي لا تقع تحت تصنيف جيد وسيء، شر وخير.
ومن ثم فأنت بحاجة إلى "قبول" هذه الازدواجية، والخليط من المشاعر، وأنت بحاجة لعدم نكران شعورك بالألم، بسبب الاساءة، فهذا الألم النفسي كالألم الجسدي، لابد من "الاعتراف" بالإصابة، والتعبير عن الشعور بالالم بسببهان بالبكاء، الصراخ، إلخ، ويعد هذا التنفيس سير في سكة التعافي، والشفاء، ثم هناك تقنيات يستخدمها، المعالج والطبيب النفسي بأن يقوم الشخص بكتابة خطاب للمسئ ثم تمزيقه أو حرقه، ثم مصاحبة نفسك واحتضانها وفعل ذلك مع طفلتك الداخلية، وذلك كله يسمى "تعافي الذكريات"، بعدها تكونين "مخيرة" بين المسامحة والتجاوز أو عدمه، وهذا كله لا علاقة له بحبك لوالدتك أو كراهيتك لها.
ربما يساعدك على "مسامحة" والدتك على "إساءتها" إليك بهذه العقوبات، أنها لم تفعل ذلك عن قصد، ولا بهدف الإيذاء، كما معظم الآباء والأمهات.
صديقتي.. أنت طبيعية، وما تمرين به طبيعي، فقط، اقبليه، وتعاملي معه بشكل صحي، كما تحدثت معك، ودمت بخير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
متى يبدأ "مركب النقص" وكيف تتخلص منه؟ اقرأ أيضا:
هل يبدأ الحب عند الرجل بعد الخمسين؟