صاحبت النبي صلى الله عليه وسلم الكثير من المعجزات الحسية والمعنوية، والتي كانت من أكبر دلائل نبوته عليه السلام، ومن ذلك انقياد الإبل له صلى الله عليه وسلم.
يقول ابن عباس رضي الله عنهما : جاء قوم من الأنصار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله، إن لنا بعيرا فطم في حائط فجاء إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: تعال ، فجاء مطأطئا رأسه حتى خطمه، وأعطاه أصحابه.
فقال له أبو بكر: يا رسول الله، كأنه علم أنك نبي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما بين لابتيها أحد إلا يعلم أني نبي إلا كفرة الإنس والجن".
وقال أحد الصحابة: جاءنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندنا ناقة صعبة لا نقدر عليها، فدنا منها رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح ضرعها فاحتفل فحلب.
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورهاكيف انصاع الجمل للنبي؟
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من سفر حتى إذا دفعنا إلى حائط من حوائط بني النجار إذا فيه جمل لا يدخل أحد إلا شدّ عليه.
فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء حتى أتى الحائط فدعا البعير، فجاء واضعا مشفره إلى الأرض حتى برك بين يديه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " هاتوا خطامه" ، ودفعه إلى صاحبه ثم التفت إلى الناس، فقال: " إنه ليس شيء بين السماء والأرض إلا يعلم أني رسول الله إلا عاصي الإنس والجن".
كما روى أنس رضي الله عنه قال: كان أهل بيت من الأنصار، لهم جمل يستقون عليه الماء، وأنه استصعب عليهم فمنعهم ظهره، وأن الأنصار جاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: إنه كان لنا جمل نستقي عليه، وإنه استصعب علينا، ومنعنا ظهره، وقد عطش الزرع والنخل.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: قوموا ، فقاموا فدخل الحائط، والجمل من ناحية، فمشى رسول الله صلى الله عليه وسلم نحوه فقال الأنصار: يا رسول الله، قد صار مثل الكلب، وإنما نخاف عليك صولته.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس عليّ منه بأ ، فلما نظر الجمل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل نحوه حتى خر ساجدا بين يديه، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بناصيته أذلّ ما كانت قط حتى أدخله في العمل.
فقال أصحابه: يا رسول الله، هذه بهيمة لا تعقل، تسجد؟ فنحن أحق أن نسجد لك.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو صح لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، من عظم حقه عليها، والذي نفسي بيده، لو كان من قدمه إلى مفرق رأسه من القيح والصديد ثم استقبلته فلحسته ما أدت حقه.