الاحتقار والاستخفاف بالآخرين.. ماذا فعل النبي مع عائشة؟
بقلم |
عامر عبدالحميد |
الثلاثاء 08 سبتمبر 2020 - 02:33 م
من أعظم الأمور التي يرتكبها الإنسان هو استخفافه وتحقيره للآخرين، لأنها تحمل في طيّاتها وبواطنها تمرد على قدر الله، ولما فيها من الكبر الذي هو من أكبر أمراض القلب المهلكة للإنسان، لذلك حذّرت الشريعة كل الحذر من الاستخفاف واحتقار الآخرين. تقول عائشة رضي الله عنها قالت: عثر أسامة رضي الله عنه على عتبة الباب ، فشجّت جبهته. فقال: يا عائشة أميطي عنه الدم، فتقذرته، قالت: فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمصّ شجته ويمجه ويقول: " لو كان أسامة جارية لكسوته وحليته حتى أنفقه"، وقد فعلت السيدة عائشة رضي الله عنها ذلك، لأنها لم يكن لها ولد، فتحسن تنظيف أسامة. وعن عطاء بن يسار رضي الله عنه قال: كان أسامة بن زيد رضي الله عنهما قد أصابه مرض أول ما قدم المدينة، وهو غلام مخاطه يسيل على فيه فتقذرته عائشة رضي الله عنها، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فطفق يغسل وجهه ويقبله، فقالت عائشة: أما - والله - بعد هذا فلا أقصيه أبدا. يقول عروة رضي الله عنه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرّ الإفاضة من عرفة من أجل أسامة بن زيد رضي الله عنهما ينتظره، فجاء غلام أفطس أسود، فقال أهل اليمن: إنما حبسنا من أجل هذا؟ قال: فلذلك كفر أهل اليمن من أجل ذا، فقيل: ما يعني بقوله كفر أهل اليمن من أجل هذا؟. فقال: ردتهم حين ارتدوا في زمن أبي بكر رضي الله عنه إنما كانت لاستخفافهم بأمر النبي صلى الله عليه وسلم. وعن الحسن أن قوما قدموا على أبي موسى رضي الله عنه، فأعطى العرب وترك الموالي. فكتب إليه عمر رضي الله عنه: ألا سويت بينهم؟ بحسب المرء من الشر أن يحقر أخاه المسلم. وقال صهيب إن أبا بكر - رضي الله عنه - مرّ بأسير له يستأمن له من رسول الله صلى الله عليه وسلم وصهيب جالس في المسجد. فقال لأبي بكر: من هذا الذي معك؟ قال: أسير لي من المشركين أستأمن له من رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال صهيب: لقد كان في عنق هذا موضع للسيف، فغضب أبو بكر. فرآه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «مالي أراك غضبان؟». قال: مررت بأسيري هذا على صهيب فقال: لقد كان في رقبة هذا موضع للسيف، فقال النبي صلى الله عليه وسلم «فلعلك آذتيه» : فقال: لا والله، فقال: «لو آذيته لآذيت الله ورسوله».