لا يتصور مؤمن أن الله يكرهه إن ابتلاه، فالله يبتلي من يحب وقد كان الأنبياء أشد الناس بلاء.
ويرفع الله تعالى عباده المبتلين درجات كثيرة إن هم صبروا واحتسبوا الأجر من الله، ولمحبة الله لأهل الإيمان علامات منها: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواها، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار" متفق عليه.
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: " المرء مع من أحب، وله ما اكتسب " رواه الترمذي وحسنه . وفي الترمذي أيضاً من حديث صفوان بن عسال قال جاء أعرابي جهوري الصوت قال : يا محمد، الرجل يحب القوم ولما يلحق بهم. فقال الرسول الله صلى الله عليه وسلم: " المرء مع من أحب "
منزلة المتحابين:
وفي الترمذي أيضا من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "قال الله عز وجل: المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء"
ومن علامة صدق المحبة الاقتداء بأفعال من أحببت، ولذا يقول الله تعالى ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) [آل عمران:31]
وطاعة أمره ، وصدق من قال :
تعصي الإله وأنت تظهر حبه ==== هذا لعمري في القياس بديع
لو كان حبك صادقاً لأطعته ==== إن المحب لمن يحب مطيع
وقال الحسن البصري رحمه الله : لا تغتر يا ابن آدم بقوله: أنت مع من أحببت. فإنه من أحب قوما تبع آثارهم، واعلم أنك لا تلحق بالأخيار حتى تتبع آثارهم وحتى تأخذ بهديهم وتقتدي بسنتهم وتصبح وتمسي على مناهجهم حرصاً على أن تكون منهم.