أخبر صلى الله عليه وسلم بأشياء تتعلق بصحابي يدعى "عمرو بن الحمق" رضي الله عنه، فكان كما أخبر.
من أهل الجنة
فقد روي عن عمرو بن الحمق رضي الله عنه قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية، فقالوا: يا رسول الله، إنك تبعثنا، ولا لنا زاد ولا طعام، ولا علم لنا بالطريق.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «إنكم ستمرون برجل صبيح الوجه يطعمكم من الطعام ويسقيكم من الشراب، ويدلّكم على الطريق، وهو من أهل الجنة» ، فلم يزل القوم يشير بعضهم إلى بعض، وينظرون إليّ.
فقلت: ما لكم يشير بعضكم إلى بعض وتنظرون إليّ، فقالوا: أبشر ببشرى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فإنا نعرف فيك نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبروني بما قال لهم، فأطعمتهم وسقيتهم وزودتهم وخرجت معهم حتى دللتهم على الطريق، ثم رجعت إلى أهلي وأوصيتهم بإبلي ثم خرجت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
يقول: فقلت للنبي صلى الله عليه وسلم: ما الذي تدعو إليه؟ قال:«أدعو إلى شهادة أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان» فقلت: إذا أجبناك إلى هذا فنحن آمنون على أهلنا ودمائنا وأموالنا؟
قال: نعم، فأسلمت ثم رجعت إلى أهلي، فأعلمتهم بإسلامي، فأسلم على يديّ بشر كثير منهم، ثم هاجرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبينا أنا عنده ذات يوم فقال: «يا عمرو، هل لك أن أريك آية الجنة، تأكل الطعام، وتشرب الشراب وتمشي في الأسواق؟» قلت: بلى، بأبي أنت وأمي، قال: «هذا وقومه، وأشار إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه».
وقال لي: «يا عمرو، هل لك أن أريك آية النار تأكل الطعام، وتشرب الشراب، وتمشي في الأسواق؟» قلت: بلى، بأبي أنت وأمي، قال: «هذا» ، وأشار إلى رجل.
فلما وقعت الفتنة ذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ففررت من آية النار إلى آية الجنة، ويرى بني أمية قاتلي بعد هذا، قلت: الله ورسوله أعلم.
قال: والله، لو كنت حجرا في جوف حجر لاستخرجني بنو أمية حتى يقتلوني، حدثني به حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رأسي أول رأس تجز ويحتز في الإسلام وينقل من بلد إلى بلد.
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورها