روي عن سالم بن عبد الله أن شاعرا امتدح بلال بن عبد الله بن عمر، فقال في شعره: "وبلال بن عبد الله خير بلال".
فقال له ابن عمر: كذبت، بل بلال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير بلال.
وعن مولاه نافع، قال: كان ابن عمر رضي الله عنه، يلقى سالما فيقبله، ويقول: شيخ يقبل شيخا.
قال أهل التاريخ: هاجر عبد الله بن عمر رضي الله عنه، مع أبيه عمر بن الخطاب رضي الله عنه، كان آدم طوالا، له جمة تضرب قريبا من منكبيه كان شديد التمسك بآثار رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تغره الدنيا ولم تفتنه، وكان من البكائين الخاشعين.
وقال جابر رضي الله عنه: ما رأيت أحدا إلا قد مالت به الدنيا ومال بها إلا عبد الله بن عمر رضي الله عنه.
وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: إن من أملك شباب قريش عن الدنيا لعبد الله ابن عمر رضي الله عنه.
وقال نافع: دخل ابن عمر رضي الله عنه الكعبة، فسمعته وهو ساجد يقول: قد تعلم يا رب ما يمنعني من مزاحمة قريش إلا خوفك.
وكان ابن عمر رضي الله عنه، إذا اشتد عجبه بشيء من ماله قربه لربه، قال: فكان رقيقه قد عرفوا ذلك منه، فربما شمر أحدهم فيلزم المسجد، فإذا رآه ابن عمر رضي الله عنه، على تلك الحال أعتقه، فيقول له أصحابه: يا أبا عبد الرحمن، والله ما بهم إلا أن يخدعوك، فيقول ابن عمر: من خدعنا بالله انخدعنا له.
يقول نافع : لقد رأيتنا عشية وراح ابن عمر على نجيب له قد أخذ بمال، فلما أعجبه سيره أناخه مكانه، ثم نزل عنه، فقال: يا نافع، انزعوا زمامه، ورحله، وجللوه، وأشعروه، وأدخلوه في البدن.
وقال يوسف بن مهران : كنا مع جابر بن عبد الله، فمر بنا عبد الله بن عمر يطوف، فقال جابر: إذا سركم أن تنظروا إلى أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم الذين لم يغيروا ولم يبدلوا فانظروا إليه، ما منا من أحد إلا قد غير.
وقال نافع: كان ابن عمر رضي الله عنه، يحيي الليل صلاة، ثم يقول: يا نافع، أسحرنا؟ فأقول: لا، فيعاود الصلاة، ثم يقول: يا نافع، أسحرنا؟ فأقول: نعم، فيقعد فيستغفر، ويدعو حتى يصبح.
وقال التابعي ميمون بن مهران: كان ابن عمر رضي الله عنه يقص شاربه حتى يحفيه، ويشمر إزاره حتى يكون إلى نصف الساق.
وقد مات ابن عمر حتى أعتق ألف إنسان أو زاد، قال: وربما تصدق في المجلس الواحد بثلاثين ألفا.
وعن نافع، قال: بعث معاوية رضي الله عنه، إلى ابن عمر رضي الله عنه بمائة ألف، فما حال عليه الحول وعنده منها شيء.
قال أهل التاريخ: أصاب رجله زجّ رمح بمكة، فورمت رجلاه فتوفي منها بمكة سنة أربع، وقيل سنة ثلاث وسبعين من الهجرة، وهو ابن ست وثمانين سنة.
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورها