أنا شخصية خجولة للغاية، لا أثق في نفسي، ولا أحب الالتقاء بالناس، اشعر بالخوف منهم، فابتعد.
المشكلة تطورت فأصبحت أقطع علاقاتي بمن اعرفه، وانعزلت، أنا انسان تعيس ووحيد، ما الحل؟
الرد:
مرحبًا بك يا صديقي..
"أنا شخصية خجولة"،" لا أثق في نفسي"، " أنا انسان تعيس ووحيد"، هل تعلم يا صديقي معنى هذه العبارات التي جاءت في رسالتك؟!
إنها أسباب تعثرك، إنها الـ"أحكام"، التي أطلقتها على نفسك، هذا النطق بالحكم من قبلك على نفسك كمن يحكم على شخص بالسجن!
نعم، فاطلاق الأحكام على أنفسنا او على الناس هو "سجن"، أمر بالسجن في هذا الوصف، والنظر للنفس على أنها هذا "الجزء" وفقط.
وربما هذا الجزء خاطئ وغير حقيقي، وربما هو حقيقي لكنه ليس الوحيد، أنت لست جزء واحد فقط، أو هذه الأجزاء المعيوبة.
وخطورة هذه الأحكام، أنها تعوقنا عن النظر لأنفسنا بإيجابية، وأمل في التغيير.
ربما أنت خجول، لكنك مثلًا حنون، ومعطاء، وطيب، وصادق، فلابد أن تنفض عنك هذه الأحكام على نفسك، كف عنها يا صديقي فورًا، لتخرج من المعاناة، ولا تتعامل مع ذاتك بشكل مختزل، منقوص، ومقصوص، فذاتك مساحات أوسع وأكبر مما تتخيل، وهذا أمر مؤكد، وواجب عليك تجاه ذاتك الاستكشاف، والاحترام، والتقدير.
ثانيًا، مطلوب منك بعد عدم اختزال الذات في مساحة، أن "تقبل" هذه الذات بكل ما فيها من مساحات مزايا ومساحات عيوب، فلو أنك قليل الثقة في النفس، اقبل هذا وراجعه لتعالجه لا تكرسه.
بعد أن تفعل كل ما سبق يا صديقي، اعط نفسك الفرصة للتجربة، جرب اللقاء بالناس وابدأ بالمقربين، ثم انفتح تدريجيًا، واستحضر فوائد اللقاء مع الآخرين لا السلبيات، وتعلم كيف تضع حدودًا نفسية لا تسمح لأحد بتخطيها وايذاءك، فالانفتاح على الناس لا يعني أن تكون مستباحًا، ضعيف الشخصية.
ابدأ يا صديقي مع نفسك كما ذكرت لك، ولو وجدت صعوبات في تنفيذ ذلك، فالمرشد النفسي شخص متخصص يمكنه مساعدتك للوصول بنفسك لبر الأمان، ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
زوجتي طفلة كلما غضبت خاصمتني وذهبت لبيت أهلها.. ماذا أفعل؟ اقرأ أيضا:
صديقتي تريد الانتحار وأهلها رافضون ذهابها إلى طبيب نفسي .. كيف أنقذها؟ اقرأ أيضا:
أعاقب أطفالي بمنعهم من الأطعمة التي يحبونها.. هل تصرفي خاطيء؟