أخبار

هل الحجامة الجافة مفطرة للصائم؟

على رأسها الصيام.. 3 تغييرات تساعدك على العيش لفترة أطول

بالفيديو.. عمرو خالد: طريقة ربانية تغيرك من داخلك وتصلح عيوبك في العشرة الأواخر (الفهم عن الله - 2)

شيخ الأزهر يكشف سر اقتران اسم الله الكبير بالعلي والمتعال

ماذا تفعل "حسبنا الله ونعم الوكيل" إذا كنت مظلومًا؟

"الزرع في الجنة"..أعرابي يضحك النبي

لا تدعها تفوتك.. هكذا تحصل على البركة في مالك وحياتك

قصة مبكية.. كيف تاب "مالك بن دينار" من شرب الخمر؟

دعاء اليوم الـ 18 من رمضان

رؤيا السواك فى المنام لها تأويلات رائعة تعرف عليها

لماذا كان سفك الدماء أعظم الجرائم التي نهى عنها الإسلام؟

بقلم | أنس محمد | الاثنين 19 اكتوبر 2020 - 11:40 ص

تعد جريمة القتل من أشد الجرائم التي نهى عنها الإسلام، وجعلها سببا في دخول نار جهنم، فقد يظل المسلم في فسحة من دينه أي يظل في دائرة التوبة، حتى يقارف هذا الذنب وهو القتل الحرام، وقتل النفس التي حرمها الله سبحانه وتعالى فلا يزال المسلم في هذه الفسحة يسعى إلى الله بجدٍ ونشاط، يُكثر من الأعمال الصالحة، وتنفعه هذه الأعمال؛ تُكفّر ذنوبه وترفع درجته وتُسعد قلبه، ولا يزال يستكثر منها، وهذا الاستكثار ينقطع حين يصيب الإنسانُ هذا الذنب العظيم.

وفي سنن أبي دواد، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (لَا يَزَالُ الْمُؤْمِنُ مُعْنِقًا صَالِحًا، مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا، فَإِذَا أَصَابَ دَمًا حَرَامًا بَلَّحَ)، بما يعني أن المؤمن لا يزال سريع السير إلى الله بكثرة القربات وأنواع الطاعات، ما لم يصب دماً حراماً، فإذا أصاب دماً حراماً بَلّح، بلّح: يعني أُعيي وأُهلك، فينقطع به السير، وربما لا يواصله بعد ذلك فيجره هذا الذنب إلى ما هو أقبح منه وأعظم.

وقد عظّم الله سبحانه وتعالى أمر الدماء والأنفس فنهى عن قتل الحيوان، وأباح قتل حيوانات محددة، فكيف بالأدمي؛ الذي خلقه الله بيده وأسجد له ملائكته ونفخ فيه من روحه، فكيف بالأدمي المسلم الذي يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فكيف بالأدمي المسلم الصالح الذي نال من ولاية الله أعلاها، هذا ذنب عظيم، ولذلك كانت العقوبة تناسب فظاعة الذنب وقبحه، قال الله في كتابه: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا).

وذهب بعض علماء السلف من الصحابة ومن بعدهم إلى أن قاتل المؤمن ليس له توبة، لا يتوب الله عز وجل عليه، وعلى رأس هذا الفريق من أئمة المسلمين وعلمائهم الصحابي عبدالله بن عمر رضي الله تعالى عنهما، فقد قال كما في صحيح البخاري: "إن من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها قتل النفس بغير حق".

وأخبر الله تعالى عن نبيه موسى عليه السلام الذي قتل كافراً، لكنه قتل نفساً لم يؤمر بقتلها قال الله له في سورة طه: (وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ)، أصابه الغم بعد ذلك القتل، والغم هذا له أسباب متعددة، مرة يكون بسبب الخوف من الانتقام والثأر، ومرة يكون بسبب هم تسليم نفسه إذا تاب، هموم يلحق بعضها بعضاً عندما يزاول الإنسان هذا الذنب.


قيمة ونعمة الأمن

نعمة الإيمان هي أجل النعم، أخرجك الله بها من ظلمات الكفر والشرك إلى أنوار الإيمان والتوحيد؛ فعرفت إلهك وخالقك، وعرفت نبيك ومرشدك، فتنور قلبك، وانفسح صدرك، وعشت حياة الهناءة والسعادة لما تعلق قلبك به وحده، ولم تلتفت إلى غيره، وانقطع طمعك في حصول النفع أو دفع الضر إلا من جهته.. فحفظك في دنياك ونجاك في آخراك.. وهل بعد هذا فضل أو نعمة إلا دوام رضاه؛ ولذلك امتن الله على أهل الإسلام بهذه النعمة أشد الامتنان، {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا ۖ قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم ۖ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [الحجرات:17].

وكما امتن الله على عباده بنعمة الإيمان، امتن عليهم بنعمة أخرى، تكاد لا تقل عنها، ولا تنفك منها، إذ لا يمكن للعبد أن يقوم بأمور الدين إلا في حدودها وعند حصولها.. ألا وهي نعمة الأمن.

ونعمة الأمن إذا ما رفعت رفعت معها سعادة العباد، وحل مكانه الخوف والجوع، والنهب والسرقة، وانتهاك الأعراض، وضياع الحقوق والأموال، وفشا الخراب والدمار.

قال إبراهيم عليه السلام: {رب اجعل هذا بلدا آمنا} [البقرة]، وقال تعالى: {فليعبدوا رب هذا البيت. الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف} [قريش]، وقال أيضا: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ ۚ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ} [العنكبوت:67].

وهناك آيات كثيرة، تدل على أن الأمن نعيم من نعيم الدنيا. بل جعل الله الأمن من نعيم أهل الجنة أنهم لا يخافون ولا يفزعون. قال تعالى: {ادخلوها بسلام آمنين}، {وهم في الغرفات آمنون}، {إن المتقين في مقام أمين}.

وروى الإمام الترمذي والبيهقي عن أبي هريرة عن سيدنا النبي أنه قال: «من أصبح آمنا في سربه، معافى في بدنه، عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها».

فانتشار الأمن مطلب من أهم مطالب الحياة، وضرورة من أهم ضروريات البشر، لا تتحقق مصالح العباد والبلاد إلا بوجوده، ولا تتحقق أهداف المجتمعات وتطلعاتها إلا بانتشاره، ولا تسعد نفوس الناس ولا يهنأ عيشهم إلا بازدهاره.

 لذلك أوجبت الشريعة الإسلامية بحفظ الضروريات الخمس التي لا تنعقد معيشة الناس إلا بحفظها ألا وهي: حفظ الدين، وحفظ العقل، وحفظ النفس، وحفظ العرض، وحفظ المال.

التهاون في حرمة الدماء

ولعل أكثر ما حصل في الآونة الأخيرة التهاون والتساهل في الدماء المحرمة، وإزهاق النفوس المعصومة ـ مسلمة كانت أو غير مسلمة ـ وهو ما حذر النبي صلى الله عليه وسلم منه وجعله علامة من علامات يوم القيامة كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم قال: «يتقارب الزمان، وينقص العمل، ويلقى الشح، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج، قالوا وما الهرج يا رسول الله؟ قال: القتل.. القتل».

فترويع المسلم ممنوع شرعا كما روى أحمد في مسنده والترمذي في سننه، قال صلى الله عليه وسلم: «لا يحل لمسلم أن يروع مسلما». وإشهار السلاح في وجه مسلم جريمة شنعاء تخرج صاحبها عن هدي محمد صلى الله عليه وسلم كما قال: «من حمل علينا السلاح فليس منا».

وجعل النبي صلى الله عليه وسلم قتال المسلم نوعا من الكفر كما في الحديث: «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر».

لذلك لا ينبغي لمسلم أن يشير إلى مسلم بسلاح ولو على سبيل الدعابة والمزاح: «لا يشر أحدكم إلى أخيه بالسلاح فإنه لا يدري لعل الشيطان ينزع من يده فيقع في حفرة من النار» (متفق عليه).

 وفي صحيح مسلم: «من أشار إلى أخيه بحديده فإن الملائكة تلعنه حتى يدعها، وإن كان أخاه لأبيه وأمه». قال النووي: هذا مبالغة في بيان عموم النهي من كل أحد، سواء من يتهم أو لا يتهم، وسواء كان هزلا ولعبا أم لا؛ لأن ترويع المسلم حرام بكل حال. فإذا كان هذا في مجرد الترويع فكيف بالقتل؟! عقوبة قتل النفس المعصومة إن من أعظم الموبقات، وأكبر الكبائر، أن يتجرأ إنسان فيقتل نفسا معصومة لا يحل قتلها.. قال تعالى: {ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاءه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما} [النساء:93].

وعن معاوية وأبي الدرداء سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا الرجل يموت مشركا أو يقتل مؤمنا متعمدا».

فمن ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها، سفك الدم الحرام بغير حله". وقد روى الإمام الترمذي بسند حسن عن ابن عباس: أنه سأله سائل: يا أبا العباس هل للقاتل من توبة، فقال كالمعجب، ماذا تقول مرتين أو ثلاثة، فقال ابن عباس سمعت نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول: «يأتي المقتول بدمه متعلقا رأسه بإحدى يديه متلببا قاتله باليد الأخرى يشخب أوداجه دما حتى يأتي به العرش فيقول لرب العالمين هذا قتلني فيقول الله للقاتل تعست ويذهب به إلى النار».

ليس نفس المؤمن فقط وهذا الحفظ للنفوس لا يتوقف على نفوس المسلمين، وإنما كل نفس معصومة: كالمعاهد، والمستأمن، والكتابي يعيش بين المسلمين بأمان منهم. في صحيح البخاري قال صلى الله عليه وسلم: «من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما».

 وعن رفاعة بن شداد قال: كنت أقوم على رأس المختار بن عبيد الكذاب فلما تبينت كذبه هممت والله أن أسل سيفي فأضرب به عنقه حتى ذكرت حديثا حدثنا به عمرو بن الحمق قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «من أمن رجلا على نفسه فقتله أُعطي لواء الغدر يوم القيامة».

اقرأ أيضا:

لا تدعها تفوتك.. هكذا تحصل على البركة في مالك وحياتك



الكلمات المفتاحية

حرمة الدماء لأن تهدم الكعبة حد القتل

موضوعات ذات صلة

amrkhaled

amrkhaled تعد جريمة القتل من أشد الجرائم التي نهى عنها الإسلام، وجعلها سببا في دخول نار جهنم، فقد يظل المسلم في فسحة من دينه أي يظل في دائرة التوبة، حتى يقارف ه