أخبار

هل يدخل الجنة من مات طفلا؟

الجمعة عيد المسلمين.. ماذا عن" الصدقة" وآداب هذا اليوم؟

فضل الصلاة على النبي يوم الجمعة.. قصة عجيبة لرجل نجا من النار بسببها

5 أشياء حافظ عليها لإحياء ليلة الجمعة.. يكشفها الدكتور عمرو خالد

تعرف على وقت ساعة الإجابة من يوم الجمعة

من صعوبة النوم إلى تساقط الشعر.. أبرز علامات متلازمة تكيس المبايض

وجبة غداء يستغرق إعدادها 5 دقائق تخفض ضغط الدم وتحمي من أمراض القلب والسرطان

ما الحكمة من موت الفجأة لبعض الناس دون أية مقدمات؟ (الشعراوي يجيب)

ليس كل الكذب مرفوضًا.. تعرف على الكذب المحمود

من هم أهل الحوض الذين سيشربون من يد النبي الشريفة يوم القياية؟ وماذا كانوا يفعلون؟

أخلاق الأنبياء التي امتدحها الله في القرآن.. كيف تتخلق بها؟

بقلم | أنس محمد | الجمعة 03 ديسمبر 2021 - 09:20 ص


لا يوجد في البشر ما يوازي أخلاق الأنبياء، فقد جعل الله سبحانه وتعالى في أنبيائه بعض الصفات والأخلاق، التي أمر أن نقتدي بها، لما لها من أثر طيب في استقامة البشر، حتى أن الله عز وجل اصطفى الأنبياء على البشر، واصطفى من أنبيائه أولي العزم من الرسل، وما كان تفضيل إنسان على الأخر إلا بحسن خلقه، حتى أن الله عز وجل منع حرم السخرية عسى أن يكون الإنسان الذي تسخر منه أفضل منك قال الله تعالى في سورة الحجرات: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [الحجرات: 11].

وفي القرآن تجد من الأخلاق الممدوحِ بها الأنبياء والمرسلون؛ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتيسير على الناس، قال تعالى عن النبي صلى الله عليه وسلم: (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ)[الأعراف:157].


أخلاق الأنبياء



والأخلاق الحسنة هي كلمة السر في كل رسالات الأنبياء، حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في حديثه الشريف: " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".

والخلق الكريم يشمل المعاملة الحسنة مع الناس، إيصالاً لخير النفس إليهم، وكفًا لشرها عنهم، كما أن الأخلاق الحسنة من أعظم ما اتفقت على فضله الرسالات السماوية، ودعت إليه العقول النقية الزكية. وأكملها ما كانت أخلاقًا مع الله -تعالى-، وأخلاقًا مع النفس، وأخلاقًا مع الخلق، وبذلك يسعد الإنسان في الدنيا والآخرة؛ فالخلق مع الله أن يتحلى الإنسان بالصفات التي يحبها الله بينه وبينه، فيكون على حال حسنة في العبادات، وصفة محمودة في القربات.

وقد اشتملت أخلاق الانبياء على كل كريم وحسن، فرسل الله هم صفوة الخليقة، وأحسن الناس هديًا وطريقة، اصطفاهم الله لرسالته، وبعثهم لهداية عباده؛ فصاروا منارات هدى يُهتدى بضيائها، : (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ)[الأنعام:90].

وقال تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)[الأحزاب:21].



الأخلاق التي امتدحها الله في أنبيائه:



1/التوحيد


ذكر الله تعالى عن أنبيائه ورسله أخلاقًا حميدة مدحهم بها في القرآن، سواء أخلاقهم معه سبحانه، أم مع أنفسهم، أم مع الناس؛ ففي أخلاقهم مع الله؛ فقد مدح الله إبراهيم بسلامة معتقده من الشرك بالله فقال تعالى: (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)[آل عمران:67].

وفي هذا دعوة للاقتداء بإبراهيم في التوحيد، وقد أشار الله -تعالى- إلى ذلك في قوله: (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)[النحل:120]، أي: كان إمامًا في الخير.

2/الشكر


قال الله عن نوح -عليه السلام-: (ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا)[الإسراء:3]، وقال عن إبراهيم: (شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)[النحل:121].

3/حسن العبادة


قال سبحانه وتعالى عن نبيه سليمان عليه السلام: (وَوَهَبْنَا لِدَاوُدَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ)[ص:30]، وقال عن أيوب -عليه السلام-: (إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ)[ص:44].

 4/التقوى


التقوى كلمة جامعة تجعل العبد في وقاية من كل ما يَسخط مولاه ويأباه، وتدعوه إلى فعل كل ما يحبه ويرضاه، قال تعالى عن يحيى -عليه السلام-: (وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا)[مريم:13].

 5/الصبر


أفضل ما اشتملت عليه أخلاق الأنبياء الصبر على أقداره المؤلمة؛ وبهذا الخلق يظهر الإيمان الذي يحمل المؤمن على الصبر على المصيبة بلا سخط ولا جزع؛ لأنه يعلم أن اختيار الله له ذلك خير من اختياره لنفسه، قال -تعالى- عن نبيه أيوب -عليه السلام- الذي عظم بلاؤه فعظم صبره: (إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا)[ص:44].

وأثنى الله -تعالى- على أنبيائه: إسماعيل وإدريس وذي الكِفل بالصبر والصلاح، فكل منهم صبر نفسه على لزوم ما تكره النفس البشرية بطبيعتها فنجحوا في ذلك، وكل منهم امرؤ صالح في نفسه قد ألزمها طاعة الله -تعالى- فامتثلت، وقادها إلى مرضاته فانقادت؛ فقال -تعالى-: (وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ * وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ)[الأنبياء:85-86].

ولم يحك لنا القرآن صبر إدريس وذي الكفل، ولكنه حكى لنا صبر إسماعيل -عليه السلام- حين سمع من أبيه إرادة ذبحه؛ فلم تجزع نفسه، بل صبرت ورضيت حتى فداه الله بذبح عظيم، قال -تعالى-: (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ)[الصافات:102].


 6/المسارعة إلى الخير


قال الله تعالى عن زكريا ويحيى ووالدته، أو عن جميع الأنبياء الذين ذكرهم الله في سورة الأنبياء: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ)[الأنبياء:90].

7/العلم


أثنى الله تعالى على نبيه يعقوب عليه السلام بالعلم النافع، الذي به زكاء النفس واستقامتها، وطمأنينتها وراحتها، وحسن التصرف في الأمور والنجاح فيها، قال -تعالى-: (وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ مَا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)[يوسف:68].

8/العفة


أثنى الله على يوسف، بخلق العفة الذي نجا به من كيد امرأة العزيز، والوقوع في براثن الفاحشة، فنال به ثناء الله ورضاه، وحسن ثواب دنياه وأخراه، قال -تعالى-: (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ)[يوسف:24] ".

9/بر الوالدين


أثنى الله على بعض أنبيائه بخلق البر بالوالدين، هذا الخلق الذي هو أعظم الأخلاق الحسنة مع أقرب الناس إلى الإنسان، بل هو من أحسن الأخلاق الموصلة إلى الخير والرضوان، فطوبى للبارين، الذين قدوتهم خيرة الخلق من الأنبياء والمرسلين، قال -تعالى- عن يوسف: (وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ)[يوسف:100]، وقال عن يحيى: (وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا)[مريم:14]، وقال عن عيسى: (وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا)[مريم:32].

10/الحلم


الحلم الذي هو احتمالُ الأذى مع القدرة على الانتقام من المؤذي، وإمساكُ النفس عند الغضب وإرادةِ الانتقام، وهو من القوة المحمودة التي لا يملكها إلا قلة من الناس، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "ليس الشديد بِالصُّرَعَةِ، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب"(متفق عليه).

يقول الله -تعالى- عن إبراهيم -عليه السلام-: (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ)[هود:75]، ومن حلم إبراهيم: لينه مع أبيه رغم شدة أبيه عليه، وعدم دعوته على قومه حيث قال: (رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)[إبراهيم:36]، ومجادلته الملائكة في شأن إهلاك قوم لوط.

11/الأمر بالمعروف


وتزداد أهمية هذا الخلق الكريم مع الأهل والأقربين كما قال تعالى عن نبيه إسماعيل -عليه السلام-: (وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا)[مريم:55].

12/الرأفة والرحمة


قال الله تعالى: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)[التوبة:128].

13/ الإحسان


قال تعالى عن يوسف: (نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ)[يوسف:36]، وقال: (وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ)[يوسف:56]، وقال: (قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ)[يوسف:78].

14/الصدق


ذكر الله أن إسماعيل كان لا يخلف وعداً وعده، ولا عقداً عقده، قال -تعالى-: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا)[مريم:54].

15/ الخلق العظيم


أثنى الله تعالى على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)[القلم:4].


الكلمات المفتاحية

الأخلاق التي امتدحها الله في أنبيائه أنبياء الله ما أهم صفات الأنبياء؟

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled لا يوجد في البشر ما يوازي أخلاق الأنبياء، فقد جعل الله سبحانه وتعالى في أنبيائه بعض الصفات والأخلاق، التي أمر أن نقتدي بها، لما لها من أثر طيب في استق