شهر ربيع الأول هو الشهر الثالث من العام الهجري وهو شهر مولد النبي محمد صلي الله عليه وسلم الموافق 12 ربيع الأول حسب أغلب الروايات حيث يحتفل به المسلمون في كل عام في أغلب الدول الإسلامية ليس باعتباره عيدًا بل فرحة بولادة نبيهم رسول الله محمد بن عبد الله. حيث تبدأ الاحتفالات الشعبية من بداية شهر ربيع الأول إلى نهايته، وذلك بإقامة مجالس ينشد فيها قصائد مدح النبي، ويكون فيها الدروس من سيرته، وذكر شمائله ويُقدّم فيها الطعام والحلوى، مثل حلاوة المولد
يرجع المسلمون الذين يحتفلون بالمولد النبوي بداية الاحتفال بهذه المناسبة إلى النبي محمد نفسه حين كان يصوم يوم الاثنين ويقول "هذا يوم وُلدت فيه"، وحسب أبو شامة، فإن الملاء هو أوّل من اعتنى بشكل منظم بالاحتفال بالمولد. فيما يذكر الإمام السيوطي أن أول من احتفل بالمولد بشكل كبير ومنظم هو حاكم أربيل (في شمال العراق حاليًا) الملك المظفر أبو سعيد كوكبري بن زين الدين علي بن بكتكين، والذي وثقه علماء السنة بأقوالهم:
قد أطلق قطاع عريض من علماء المسلمين علي ربيع الأول الأنوار لعديدمن الأسباب وهو ما اجمله الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية السابق حيث أوضح ، أن شهر مولد النبي -صلى الله عليه وسلم- هو شهر ربيع الأنوار، وهو أول الربيعين، الذي ظهر فيه نور النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- للعالمين، فأسماه المسلمون بربيع الأنوار، حيث تلألأت الأنوار المحمدية، والمنح الصمدانية والمواهب الربانية؛ فهذا شهر كريم إذا ما دخل علينا دخل علينا بالنور وبالفرحة يفرح به كل مسلم».
الدكتور جمعة أشار كذلك ، إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحتفل بمولده، وسأله الصحابة عن صيامه ليوم الاثنين فقال لهم «هذا يوم ولدت فيه»، وكان يحتفل به كل أسبوع بالصيام فيه وذكر الله والصلاة والصيام.
ونبه مفتي الديار المصرية السابق إلى أن أهل الحجاز وسوريا يحتفلون بمولد النبي -صلى الله عليه وسلم- كل شهر، وفي شهر ربيع الأول يحتفلون كل يوم ويسمونه «ربيع الأنوار»، ويكون عند كل فرد فيهم في منزله الاحتفال، وهذا لم يوجد في مصر.
من ناحية أخري تعود تسمية شهر مولد النبي بشهر ربيع الأول إلي عدة أسباب ، منها أنَّ العرب كانوا يخصّبون فيه ما أصابوه من أسلاب في صفر؛ حيث إنَّ صفرًا كان أول شهور الإغارة على القبائل عقب المحرم، وقيل: بل سُمِّي كذلك لارتِباع الناس والدواب فيه وفي الشهر الذي يليه (ربيع الآخر)، لأن هذين الشهريْن كانا يأتيان في الفصل المسمَّى خريفًا وتسميه العرب ربيعًا، وتسمي الربيع صيفًا والصيف قيظًا-. .
وهناك رأي يقول: إنَّ العرب كانت تقسم الشتاء قسمين، أطلقوا عليهما الربيعيْن: الأول منهما ربيع الماء والأمطار، والثاني ربيع النبات؛ لأن فيه ينتهي النبات منتهاه، بل إن الشتاء كله ربيع عند العرب من أجل الندّى.
وفي الحقيقة، كان الربيع عند العرب ربيعيْن: ربيع الشهور، وربيع الأزمنة؛ فربيع الشهور، شهران بعد صفر؛ وهما ربيع الأول وربيع الآخر.
أما ربيع الأزمنة، فربيعان: الرَّبيع الأوَّل؛ وهو الفصل الذي تأتي فيه الكمأة والنَّوْر، وتطلق عليه العرب: ربيع الكلأ، والثاني: هو الفصل الذي تُدْرَكُ فيه الثمار، ومنهم من يسميه الربيع الثاني، ومنهم من يسميه الربيع الأول كسابقه، لذا، كان أبو الغوث يقول: العرب تجعل السنة ستة أزمنة: شهران منها الربيع الأول، وشهران صيف، وشهران قيظ، وشهران الربيع الثاني، وشهران خريف، وشهران شتاء.
وينظر قطاع معتبر من علماء المسلمين أن الاحتفال بذكرى مولد سيد الكونين وخاتم الأنبياء والمرسلين نبي الرحمة وغوث الأمة سيدنا محمد ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ من أفضل الأعمال وأعظم القربات، لأنها تعبير عن الفرح والحب للنبي، ومحبة النبي أصل من أصول الإيمان، وقد صح عنه أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين» رواه البخاري.
اقرأ أيضا:
يتعامل النبي مع المخطئين بطريقة رائعة.. تعرف على جانب مضيء من دعوته بالرفق واللبين وتأتي الاحتفالات بين المسلمين بمولد سيد الخلق أجمعين بالأناشيد الدينية والحلقات الإنشادية والمديح والاجتماع للذكر والصيام والقيام وغير ذلك، كما يحتفل به أيضا بطقوس مختلفة في العصر الحديث وهو شراء الحلوى وتوزيعها على الأطفال وإقامة شوادار خاصة بذلك، وأيضًا بعضهم يقيم إنشادات ومدح الرسول بأجمل الأناشيد الدينية المعروفة والحديثة والقديمة ولكل دولة عربية طقوسها الخاصة بالاحتفال بالرسول.