أخبار

كيف تصلي المصابة بسلس البول ..وهل يكفيها الوضوء لكل صلاة؟

أفضل الأطعمة التي تساعدك على التخلص من التعب

لشباب أطول.. 5 خطوات لتقيل عمرك البيولوجي

فضل الصلاة على النبي .. وأفضل الصيغ في هذا

لسخط الله تعالى علامات.. تعرف عليها

أول جمعة بالمدينة.. ماذا قال فيها النبي؟

أحب شخصًا في الله لكنه لا يحبني.. فهل ينطبق علينا حديث ورجلين تحابا في الله؟

"المسيح الدجال".. حقائق ومعلومات عن أعظم فتنة في الأرض

كيف تحكم بين متخاصمين وكيف تنصف المظلوم منهما؟

كل يوم خميس النبي يدعو لك ويستغفر الله لك على أي ذنب.. كيف ذلك؟

من أخلاق الرسول الكريم.. تعرف على صفاته في ذكرى مولده

بقلم | محمد جمال حليم | الاحد 15 سبتمبر 2024 - 12:49 م
لم تكن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم كسيرة غيره من الرجال، بل إن كل موقف من مواقفه يعد درسًا وتشريعًا للأجيال تستقي منه الدرس والعبر.
وبنظرة إلى سيرته الطاهرة تجدها حافلة بكل ما يضمد الجراح لأزمات الأمة اللاحقة، ملأى بالدروس والحكم، بها جواب عن كل سؤال، وتفسير لكل مبهم وتفصيل لكل مجمل.. وبهذا قطعت حياة النبي الكريم وما بها الطريق على المتربصين ومن يدعون للتمرد على التراث الإسلامي بدعوى الجمود والرجعية.
لقد تحلى الرسول بعددٍ من الصفات التي نحن أحوج ما يكون إليها.. انظر إليه وهو يتكلم عن زوجه خديجة وكيف كان شغفه بها ووفاؤه لها حتى بعد موتها، فعن عائشة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذكَر خديجة أثنى عليها، فأحسنَ الثناء، قالت: فغِرتُ يومًا، فقلتُ: ما أكثرَ ما تذكرُها، حمراءَ الشِّدق، قد أبدلَك الله عز وجلَّ بها خيرًا منها! قال: ((ما أبدلَني الله عز وجلَّ خيرًا منها؛ قد آمنَت بي إذْ كفَر بي الناس، وصدَّقتني إذ كذَّبني الناس، وواسَتني بمالها إذ حرَمني الناس، ورزقني الله عز وجل ولدها إذ حرَمني أولادَ النساء"
نعم.. كان رسولنا يحبها كأشد ما يحب الرجال النساء، ولمَ لا وقد واسته وساندته وآزرته بنفسها ومالها حتى يبلغ رسالة ربه وينتشر بين ربوع الأرض سنا ضوئها، بل لقد كان يكرم صويحبات خديجة، إكرامًا لها فإذا ذبح أو طبخ أهدى إليهن.
أخلاقه في حال النصر:
وفي يوم النصر يوم الفتح يوم التمكين وإعادة الحقوق لأصحابها، يوم أن عاد الرسول إلى بلده، التي طرد منها، فاتحًا.. برغم فرحة العودة إلى موطنه فلم ينس أصوات تعذيب المسلمين والتنكيل بهم، لم ينس غارات قريش المتوالية لصده عن سبيل دعوته، ولم ينس أيضًا موقف خديجة التي ساعتها كانت حائط الصد الأول، فتراه صلى الله عليه وسلم يخترق هذا الموقف المهيب القدر عظيم الشأن بكلمات غاية في الروعة والجمال تجسد بحق خلقًا ما أحوجنا إليه الآن فيقول: "اضربوا لي خيمة إلى جوار قبر خديجة"
 أوتذكرها يا رسول الله والفرح ينسي، والوقت طال، وقد ماتت ولا يكاد يذكرها أحد، فكأنما يقول وهل نسيتها يومًا وكلماتها أمامي يوم أن عدت إليها مرتجفًا فقالت: "لا يخزيك الله أبدًا".
الرسول وعتبة بن ربيعة:
وفي موقف آخر يجسد فيه الرسول أدب الحوار مع المخالف.. فكلماته تقطر مسكًا وإيحاءاته التى تبرزها الجمل تنثر عبيرًا، في مشهد يؤسر القلب ويداعب الجنان بطمأنينة وهدوء تفتقدها معظم حوراتنا مع الآخر اليوم، وإن كان على ديننا.. 
فهذا عتبة بن ربيعة وقد جمع همته واستحضر قوته العقلية والبيانية وذهب في مهمة رسمية لو نجح فيها دانت له العرب والعجم وكان ذا فضل عليهم ما حيوا وبعد مماتهم، ولو خسرها فهو الخسران المبين.. ذهب وقد نوّع أساليب كلامه بين الوعد والوعيد، والتشويق والتهديد ليصد النبي عن دعوته وليغريه بما لذ من متاع الدنيا الفانية؛ راجيًا أن يلقى قبولاً وأن يجد لكلامه صدىً، ولمَ لا وهو من أعقل قريش وأذكاها..فكيف استقبله الرسول وكيف دار الحوار بينهما:
بدأ عتبة حديثه وقد ذهب بمفرده ممتدحًا شخص النبي: يا ابن أخي، إنك منّا حيث قد علمت من السِّطَة  في العشيرة والمكان في النسب.
ثم لوح قائلاً: إنك قد أتيت قومك بأمر عظيم، فَرَّقت به جماعتهم، وسفّهت به أحلامهم، وعبت به آلهتهم ودينهم، وكفرت به من مضى من آبائهم، وسنعرض عليك أمورًا فاختر منها ما شئت.
ورسولنا يسمع ولا يقاطع.. ثم يعقب وقد كناه بكنيته: "قل يا أبا الوليد".
يقول عتبة: يا ابن أخي، إن كنت إنما تريد بما جئت به من هذا الأمر مالاً جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالاً، وإن كنت تريد به شرفًا سَوّدناك علينا، حتى لا نقطع أمرًا دونك، وإن كنت تريد به ملكًا ملكناك علينا، وإن كان هذا الذي يأتيك رِئْيًا تراه لا تستطيع رده عن نفسك طلبنا لك الطب، وبذلنا فيه أموالنا حتى نبرئك منه، فإنه ربما غلب التابع على الرجل حتى يُداوى منه.
ومع كل ذلك ترك رسولنا الكريم عتبة ولم يقاطعه، ولو مرة واحدة، برغم ما جاء به من سفاهة ومساواة على الدين، تركه حتى فرغ تمامًا من حديثه، وبعد أن انتهى من حديثه وفي هدوءٍ تام وعدم انفعال قال له: "أقد فرغت يا أبا الوليد؟".
أجابه عتبة: نعم.
وهنا طلب منه الرسول، بأدب، أن يسمع هو الآخر منه كما سمع هو فقال: "فاسمعْ مني".
قال عتبة: أفعل.
فلم يزد الرسول على أن تلا عليه بعضًا من أول سورة فصلت وقد احتوت على ما يشفي صدره ويبصره بموقف النبي من عروضه ويحذره ومن وراءه من قريش بمآلات السابقين المكذبين من قوم عاد وثمود.
وأمام هذا الفيض الإلهي الذي أعجز بيانه وألقاه صريعًا في محراب التسليم لصدق الرسول، وإن لم ينطق، وقد علم بقلبه وجنانه أن هذه ليس قول كذاب ولا ساحر بل وما هو بقول شاعر.. فقام فزعًا وقد وضع يده على فم الرسول وهو يقول: "أنشدك الله والرحم، أنشدك الله والرحم..." خشية أن تصيبه صاعقة أو يحل به العذاب.. مالك يا عتبة ألهذه الدرجة يا عتبة؟!
ثم هرول إلى قومه، وقد بدا على وجهه الجواب قبل أن ينطق.
ما وراءك يا عتبة.. ورائي أني سمعتُ قولاً والله ما سمعت مثله قَطُّ، والله ما هو بالشعر ولا بالسحر، ولا بالكهانة. يا معشر قريش، أطيعوني واجعلوها بي، وخلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه، فاعتزلوه، فوالله ليكونَنَّ لقوله الذي سمعت منه نبأٌ عظيمٌ، فإن تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم، وإن يظهر على العرب فملكه ملككم وعزه عزكم، وكنتم أسعد الناس به.
نعم لقد أوتي النبي مجامع الكلم وقد أوتي الحكمة ومن يؤتاها فقد أوتي خيرًا كثيرًا.. أرأيتم بأعينكم كيف كان الحوار مع مخاطره ومع عظم نتائجه وقد علقت قريش عليه الآمال.. أرأيتم حلمه على المخالف مع إصراره ذلك المخالف على عرض التفاهات والمساواة على الرسالة الخالدة.. أرأيتم صبره وتكنيته المخالف بأحب الأسماء وجعله يتكلم أولاً دونما مقاطعة.. يا لها من أخلاق سامية ما أحوجنا إليها وسط حوارات ونقاشات اتسمت بالشطط والتنكيل بالمخالف! 
وإن كانت هذه أخلاقه صلى الله عليه وسلم مع آحاد المشركين فإنها لم تختلف كثيرًا مع الزعماء والأمراء والملوك الذين أرسل إليهم الكتب والوفود يدعوهم إلى الإسلام؛   فلقد حملت رسائله هذه عبارات الإشادة والتبجيل؛ فمن محمد بن عبد الله إلى "عظيم" فارس، وإلى "ملك" الروم إلى..، ما دعا أحدهم وهو المقوقس أن يكرم رسولَ رسولِ الله ويهدي إليه صلى الله عليه هدايا.. نعم هذه الأخلاق التي تظهر جوهر الإسلام دونما حاجة لكثير  من الخطب والكلام.. وصدق من قال:
                                                                        أخلاقه غزت القلوب بلطفها .. قبل استلال سيوفه ونباله


مواقف مضحكة في حياة رسول الله:

ومن لطائف حلمه صلى الله عليه وسلم ما صنعه مع النعيمان .فقد روي أن أعرابيًا دخل على النبي - صلى الله عليه وسلم- وأناخ ناقته بفنائه، فقال بعض الصحابة لنعيمان: لو عقرتها فأكلناها، فإنا قد قرمنا  إلى اللحم؟ ففعل، فخرج الأعرابي وصاح: واعقراه يا محمد! فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال:(من فعل هذا؟)؛ فقالوا: نعيمان، فأتبعه يسأل عنه حتى وجده قد دخل دار ضباغة بنت الزبير بن عبد المطلب، واستخفى تحت سرب لها فوقه جريد، فأشار رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - حيث هو فأخرجه فقال له: (ما حملك على ما صنعت؟)، قال: الذين دلوك على يا رسول الله هم الذين أمروني بذلك, قال: فجعل يمسح التراب عن وجهه ويضحك, بحلم ولين، لم يمنعاه عن إعطاء الحق لأصحابه؛ إذ غرم صلى الله عليه وسلم ثمن الناقة, وأرضى الأعرابي من ناقته، وقال: شأنكم بها فأكلوها، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر صنيعه ضحك حتى تبدو نواجذه" .. فما أشد حاجتنا اليوم للتخلق بأخلاقه ومدارسة سيره وأيامه نستلهم منها الرشد، وننهض بها من كبوتنا وتكون مشعلنا إلى الجنة، فبالأخلاق نسمو وبها نُعز، وصدق المعصوم حيث قال: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" .



الكلمات المفتاحية

الرسول أخلاق الرسول المولد النبوي صفات الرسول

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled لم تكن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم كسيرة غيره من الرجال، بل إن كل موقف من مواقفه يعد درسًا وتشريعًا للأجيال تستقي منه الدرس والعبر. وبنظرة إلى سيرته