خصّ صلى الله عليه وسلم بأنه كان ينظر من وراء ظهره كما ينظر أمامه.
يقول الصحابي أبو هريرة- رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هل ترون قبلتي ها هنا؟ فو الله لا يخفى على ركوعكم وخشوعكم وإني لأراكم من وراء ظهري» .
وكان صلى الله عليه وسلم يقول : «والذي نفسي بيده إني لأنظر من ورائي كما أنظر إلى ما بين يدي فصفوا صفوفكم وأحسنوا ركوعكم»
يقول المحققون: والصواب أن هذه الأحاديث على ظاهرها، وأن هذا الإبصار إدراك حقيقي خاص به صلى الله عليه وسلم انخرقت له فيه العادة، وهو مقتضى صنيع البخاري، حيث أخرج هذا الحديث في علامات النبوة.
وأضافوا أن الإدراك يجوز أن يكون برؤية عنه انخرقت له العادة فيه أيضا، فكان يرى بها من غير مقابلة، لأن الحق عند أهل السنة أن الرؤية لا يشترط لها عقلا عضو مخصوص ولا مقابلة ولا قربا وإنما ذلك أمور عادية يجوز حصول الإدراك مع عدمها عقلا ولذلك حكموا بجواز رؤية الباري- سبحانه وتعالى- في الدار الآخرة خلافا لأهل البدع.

اقرأ أيضا:

قصة النار التي أخبر النبي بظهورها

وقيل: كان بين كتفيه عينان مثل سم الخياط بيصر بهما لا يحجبهما ثوب ولا غيره.
كما خص النبي صلى الله عليه وسلم أنه أعطى بضع وسبعين شابا.
يقول مجاهد: أعطي قوة بضع أربعين رجلا، كل رجل من أهل الجنة.
وقوة الرجل من أهل الجنة كمائة من أهل الدنيا فيكون أعطي قوة أربعة آلاف، وبهذا يدفع ما استشكل بعضهم، فقال: كيف يعطى قوة أربعين فقط؟ وقد أوتي سليمان قوة مائة أو ألف رجل على ما ورد؟ واحتاج إلى تكلف الجواب عن ذلك.
وقد روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «أتاني جبريل بقدر فأكلت منها فأعطيت قوة أربعين رجلا في الجماع» وفي لفظ «فما أريد أن آتي النساء ساعة إلا فعلت» .
يقول القاضي أبو بكر بن العربي: قد آتى الله- تعالى- رسوله صلى الله عليه وسلم خصيصة عظمى، وهي قلة الأكل، والقدرة على الجماع، فكان أقنع الناس في الغداء تقنعه الفلقة وتشبعه التمرة، وكان أقوى الناس على الوطء.