حينما يكون في حي ما من الأحياء، رجل صالح، يتمنى غالبية الناس لو أنهم يلجأون إليه ولو ساعة من نهار، فما بالنا لو كان بين حينا بيت خير الآنام، صلى الله عليه وسلم؟.. لاشك أن جميعنا يريد أن يعرف كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتصرف في بيته، وكيف كانت علاقته بآل بيته، وكيف كان الرسول (الابن، فالزوج، فالأب، فالجد)؟.
بداية علينا أن نعي جيدًا أن تعلم سيرة النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، في بيته، لابد أن تكون فرضًا على كل مسلم، لأنها أسوة وطريق مختصر للنجاة، قال تعالى: « لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا » (الأحزاب: 21)، إذن فمن كان يريد نيل رضوان الله سبحانه والسعادة في الدنيا والآخرة فليسلك الطريق الذي سلكه رسول الله ودعا إليه.
بداية علينا أن نسأل كيف كان بيت النبي؟.. والإجابة، هي أنه كان بيته صلى الله عليه وسلم بيت عبادة ليل نهار، يشع منه النور ليل نهار، لأنه متصلا بالله طوال الوقت، قد يقول قائل، فهذا بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكيف بنا نستطيع أن نصل إلى هذه المرتبة؟.. بالتأكيد بالسير على خطاه نصل.. بأن تكون بيوتنا دائمًا مكانًا للعبادة وذكر الله وقراءة القرآن، فالبيت الذي يقرء فيه القرآن يخرج منه طاقة من نور تصل لعنان السماء.
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يبدأ يومه بصلاة ركعتين في بيته قبل الخروج لصلاة الفجر في المسجد، ثم حينما يعود يظل يسبح الله عز وجل حتى يطلع النهار، وأصدق ما روي عنه أنه كان يقول: «سبحان الله وبحمده، عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته».
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورهامن سنن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، أنه كان يجعل المسجد لصلاة الفريضة، ولم يمنع نفسه عن الصلاة في غير الفريضة في بيته.. وإذا دخل بيته ولم يجد طعامًا كان ينوي الصيام من فوره، ثم يصلي ركعتين قبل خروجه لصلاة الظهر، وبين ذلك، كان يخرج ليعلم الناس، ويلتقيهم، ويوجههم، بينما في الليل، فهو وقت الخلوة مع الله تعالى، فكان يصلي حتى تتورم قدماه الشريفتين، فلما سألته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن ذلك، قال: «أفلا أكون عبدًا شكورًا».. هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، عابدًا لله قائمًا وذاكرًا له طوال الوقت.. لكننا حين تخلينا عن ذلك، باتت بيوتنا طاردة لنا، نخرج ولا نود العودة إلى للنوم وفقط.