كان هم النبي صلى الله عليه وسلم الأكبر هو هداية الخلق، وكان من أقدر الناس عليه السلام على حفظ كرامتهم ومشاعرهم، حتى لو كانوا من بيوت وأقارب لأشخاص أمعنوا في إيذائه صلى الله عليه وسلم، ومن هؤلاء بيت عمه أبي لهب.

قال عدد من الصحابة منهم ابن عمر وأبو هريرة وعمار بن ياسر- رضي الله تعالى عنهم-: قدمت درة بدال بنت أبي لهب مهاجرة.

 فقالت نسوة: أنت درة بنت أبي لهب الذي يقول الله تعالى "تبت يدا أبي لهب وتب"، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فسكت، ثم صلى بالناس الظهر فخطب «يا أيها الناس مالي أوذي في أهلي؟ فوالله، إن شفاعتي لتنال قرابتي حتى إن صُداء وحكم وحاء وسلهبا- قبائل معروفة-  لتنالها يوم القيامة».

وروى أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما بال أقوام يزعمون أن شفاعتي لا تنال أهل بيتي وإن شفاعتي لتنال حاء وحكم».

وروى الإمام الزاهد عمر المَلّى - رحمه الله تعالى- وكان إماما عظيما، وكان على المنبر بجامع الموصل احتسابا، وكان السلطان العادل نور الدين الشهيد- رحمه الله تعالى- يعتمد قوله، ويقبل شفاعته لجلالته- عن أبي هريرة- رضي الله تعالى عنه- قال: جاءت سبيعة بنت أبي لهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، إن الناس يقولون أنت بنت حطب النار، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «ما بال أقوام يؤذونني في قرابتي؟ من آذاني في قرابتي فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله تعالى» .

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يا معشر بني هاشم، والذي بعثني بالحق نبيا لو أخذت حلقة باب الجنة، ما بدأت إلا بكم» .

وجاء العباس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنك تركت فينا ضغائن مند صنعت الذي صنعته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«لن تنالوا الخير» أو قال: «الإيمان، حتى يحبونكم لله ورسوله ولقرابتي أيرجون أن يدخلوا الجنة بشفاعتي ولا يرجوها بنو عبد المطلب» .

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أحب الله أحب القرآن، ومن أحب القرآن أحبني ومن أحبني أحب أصحابي وقرابتي».

وفي «فضائل العباس» عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- قال: «أعطى الله- عز وجل- بني عبد المطلب سبعًا الصباحة والفصاحة والسماحة والشجاعة والحلم والعلم وحب الناس.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا بني عبد المطلب، إني سألت الله ثلاثة أن يجعلكم جوداء نجداء، رحماء» وفي لفظ: «أن يثبت قائمكم، وأن يهدي ظالمكم، وأن يعلم جاهلكم، وسألته أن يجعلكم جوداء نجداء رحماء، فلو أن رجلا جمع بين قدميه  بين الركن والمقام فصلى وصام ولقي الله، وهو مبغض لأهل بيت محمد صلى الله عليه وسلم دخل النار» .