عمري 20 سنة ومشكلتي هي الخوف من موت أمي، وواج أخي، لا أريدهم أن يتركوني وحدي.
بدأت هذه الحالة معي منذ عامين عندما سافرت أختي الكبيرة مع زوجها للخارج، وأحيانًا أشعر بالخوف عليها من الموت في الغربة.
أنا في أرق وتفكير زائد ومزاج سيء أغلب وقتي، ماذا أفعل؟
الرد:
مرحبًا بك يا صديقتي..
لاشك أن حبنا لأهلنا وأصدقاءنا وأحبائنا مهم، ورائع، ولكن هذا الحب لابد أن يكون صحيًا، بعيدًا عن
التعلق المرضي، فنحن نحب وجودهم، وعافيتهم، وسلامتهم، ولكننا نعلم أن سنة الحياة أن نصاب نحن أو هم بأذى ما، أو نفقدهم بسبب موت، سفر، أو حتى نفقدهم لبعض الوقت بسبب انشغالهم ونحن أيَضًا بقضاء مصلحة ما، أو نشاط ما، أو دور ما، أو مهمة من مهامنا الكثرة والمتعددة في الحياة.
أعرف أنك تعرفين هذا جيدًا، وما ينقصك هو "القبول"، قبول هذه السنة، وقبول الحياة بمتناقضاتها هذه، وأحوالها، وطبيعتها.
أما الخوف الزائد من الفقد للأحباء، وكذلك التعلق الزائد بهم، فهو مضر أشد الضرر بالنفس.
بعد القبول يا صديقتي، أنت بحاجة لتوسيع دائرتك ومحيطك من الأشخاص، وتوزيع المحبة، والاهتمام، وعدم قصرها على أشخاص بعينهم، وشغل نفسك بأنشطة متعددة، واهتمامات، فضلًا عن العناية بنفسك وتخصيص وقت للذات، ليس به اختلاط بأحد، للتعرف على النفس، واعادة اكتشافها، وتحسين القدرات، وتعزيزثقتك بنفسك حتى الوصول للإستئناس والاستمتاع بوقتك مع نفسك ولمدة طويلة بدون سأم ولا شعور بالفقد الزائد.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.