عن معاوية ابن أبي سفيان رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «المؤذنون أطول الناس أعناقًا يوم القيامة».. حديث ربما يعرفه الجميع ويحفظونه عن ظهر قلب، ومع ذلك، ترى غالبية الناس تبتعد عن أداء الأذان.. لماذا؟.
غالبية الناس يدركون جيدًا فضل مؤدي الأذان، ومع ذلك قليل هم الذين يتقدمون لأداء هذه المهمة الغالية، بل تجد أنهم معروفون بالاسم، وإذا غاب أحدهم عن المسجد، (احتاس) الناس في من يؤدي الأذان. ألم نعلم أن الأذان إنما (يقتل الشيطان)، فكيف بحال مؤذن مستمر على أداء الأذان يوميًا.. من المؤكد أنه من المستحيل أن يقربه شيطان مادام حيًا.
اظهار أخبار متعلقة
فضل أداء الأذان
لأداء الأذان ثواب كبير، ومع ذلك لا ترى أحدهم يتقدم لإلقائه، ولو لم يكن لأداء الأذان الفضل العظيم، ما كان نزل في رؤية، وما كان فرح بها النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، وما كان تقدم لها سيدنا بلال ابن رباح رضي الله عنه وأرضاه، فعن عبد الله بن زيد ابن عبد ربه رضي الله عنه، قال : لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناقوس يعمل ; ليضرب به للناس لجمع الصلاة ، طاف بي وأنا نائم رجل يحمل ناقوسا في يده ، فقلت : يا عبد الله ! أتبيع الناقوس ؟ قال : وما تصنع به ؟ قلت : ندعو به إلى الصلاة . قال : أفلا أدلك على ما هو خير من ذلك ؟ فقلت له : بلى . قال : فقال : تقول : الله أكبر ، إلى آخره ، وكذا الإقامة فلما أصبحت ، أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخبرته بما رأيت . فقال : ( إنها لرؤيا حق إن شاء الله ، فقم مع بلال ، فألق عليه ما رأيت فليؤذن به ، فإنه أندى صوتا منك ) . فقمت مع بلال ، فجعلت أسمعه عليه ويؤذن به . قال فسمع بذلك عمر بن الخطاب ، وهو في بيته ، فخرج يجر رداءه يقول : يا رسول الله ! والذي بعثك بالحق لقد رأيت مثل ما أرى . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( فلله الحمد).
اقرأ أيضا:
الامتحان الأصعب.. 3 أسئلة تحصل علمها في الدنيا لتجيب عنها في القبرتقدم ولا تخف
عزيزي المسلم، إذا كنت في المسجد يومًا، وجاء وقت الأذان، تقدم ولا تتردد، وإياك أن تخف، فإنما أنت تفعل أفضل الأشياء وأقربها إلى الله تعالى، فإن لفضل الأذان لأمر عظيم، فعن أنس ابن مالك رضي الله عنه، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غزا قوما لم يغز حتى يصبح ، فإذا سمع أذانا أمسك ، وإذا لم يسمع أذانا أغار بعد ما يصبح ، وفي رواية : { كان يغير إذا طلع الفجر ، وكان يستمع الأذان ، فإن سمع أذانا أمسك وإلا أغار ، وسمع رجلا يقول : الله أكبر ، الله أكبر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : على الفطرة ، ثم قال : أشهد أن لا إله إلا الله ، فقال : خرجت من النار .
أيضًا الأذان من الأمور التي ينفر منها الشيطان، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان، وله ضراط حتى لا يسمع التأذين، فإذا قضي النداء أقبل، حتى إذا ثو ب بالصلاة أدبر، حتى إذا قضي التثويب أقبل، حتى يخطر بين المرء ونفسه، يقول: اذكر كذا، اذكر كذا، لما لم يكن يذكر، حتى يظل الرجل لا يدري كم صلى، وفي رواية: فإذا لم يدر أحدكم كم صلى ثلاثا أو أربعا، فليسجد سجدتين وهو جالس».