سليط بن قيس عمرو صحابي أنصاري خزرجي جليل ينتسب لبني النجار .. اعلن إسلامه قبيل وصول الرسول صلي الله عليه وسلم إلي المدينة وكانت أول مهمه بعد إسلامه مشاركته الصحابي أبو صرمة تكسير أصنام ببني عدي بن النجار ليعلن زوال دولة الشرك في القريتين مكة والمدينة وإشرق شمس الإسلام بنور ربها
الصحابي الجليل بعد أن أسلم وحسن إسلامه زاد عن الإسلام بكل وما يملك وحضر جميع الغزوات والسرايا التي أطلقها النبي صلي الله عليه وسلم مبديا كل صنوف الشجاعة والإقدام للدفاع عن دين الله الحنيف باذلا كل غالي ونفيس ليجعل كلمة الله هي العليا وكلمة الذين أشركوا هي السفلي.
الصحابي سليط بن قيس رضي الله عنه وأرضاه لم يترك معركة للدفاع عن الإسلام الإ وشارك فيهابقوة حيث ساهم بقوة في حرب الردة في معرك اليمامة ضد مسليمة الكذاب وأنصاره حيث أوفده أبي بكر الصديق رضي الله عنه ليكون حاميا لمؤخرة الجيش الذي كان يقوده خالد بن الوليد رضي الله عنه حتي لا يؤتي جيش المسلمين من ظهره ولكن الصحابي الجليل لم يكتف بحماية المؤخرةلكنه انتقل إلي الصفوف الأولي ليزود عن دين الله وينزل الهزيمة بالمرتدين ومانعي الزكاة .
في عهد الخليفة الثاني عمرو بن الخطاب رضي الله عنه شارك الصحابي الجليل في جميع المعارك ضد الفرس خصوصا في جيش سيدنا سعد بن أبي وقاص رضي الله عنهما وهي مشاركة أسهمت في إطفاء نارهم وأسقطت دولتهم حيث كان ابن الخطاب قد دعاهم ، لقيادة الجيش الذي انطلق صوب العراق لفتحها ، فحضر أبا عبيد أولاً ، فولاه عمر القيادة وأخبرهما ، أنهما لو أتيا قبله لكان لهما دورًا بالمقدمة كما شارك متطوعا ومجاهدا في فتح المدائن. .
الشجاعة والإقدام لم تكن من الصفات العظيمة التي تمتع بها الصحابي الجليل بل كان سليط بن قيس بن عمرو يتمتع بالحكمة التي كانت من أبرز مناقبه ، واتضح ذلك من موقف لسليط مع أبي عبيد بن مسعود يوم موقعة الجسر ، حيث أرسل الأعاجم رسولاً لهم ، وكان يدعى رستم ، فلما علم بذلك أبا عبيد ، قرر أن يقطع عليهم الطريق ، فذهب إلى المروحة بعد أن عبر الفرات ، وأتى الأعاجم خلف الفرات .هذا النهج لم يروق كثيرا لسليط الذي تدخل بالنصح لأبي عبيد ، وأخبره ألا يقم بهذا الفعل ، لأن العرب تذهب وتعود ، فلا يغلق عليهم هذا الباب ، هنا اشتعل غضب أبي عبيد ، وظن من سليط بن قيس أنه جبانًا ، فقال له سليط لا والله ما جبنت ، وإنما أشرت عليك بالنصح واصنع أنت ما بدا لك
ولكن أبو عبيد لم يصغ كثيرا لنصائح الصحابي الجليل وصمم علي ملاقاة الفرس عند الجسر وضرب بنصائح سليط عرض الحائط وقام بعبور الجسر بالجيش الذي كان عدده تسعة آلاف مقاتل، وكانت النتيجة أن خسر جيش المسلمين في تلك المعركة أربعة آلاف مقاتل، وتحققت مخاوف سليط، والذي ثبت وقاتل حتى أخر نقطة في دمه، أمام جيش العجم الذي كانت أفيلته الضخمة تخيف خيل جيش المسلمين، حتى استشهد داخل المعركة. .
وتظهر نصيحة سليط بن قيس الصادقة عديد من القيم فالنصيحة يجب أن تكون لوجه الله تعالي فضلا عن انه رضح لرأي القائد ابو عبيد رغم عدم قناعته بفكرة عبور الجسر حيث قاتل بضراروة ، و وهب نفسه لنصرة دينه والاستشهاد في سبيله ومن من شك أن هذا النوع من الصحابة هم من زلزلوا أقوى العروش ، وقضوا على عبادة النار في أرض الفرس ، حتى حلت محلها راية التوحيد.
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورهامن الأحاديث التي رواها سليط بن قيس عن الرسول صفات الشجاعة والإقدام والحكمة لم تكن هي المسيطرة فقط علي شخصية الصحابي الجليل بل أنه كان كذلك من رواة الحديث عن الرسول صلي الله عليه وسلم ومنها الحديث الذي قال فيه ، أن أحد رجال الأنصار ، كان يملك جدارًا به نخلة لرجل آخر ، وكان الرجل يأتيه بكرة وعيشة ، ليأخذ منها ما أثمرته ، فأمره النبي صل الله عليه وسلم ، بأن يأخذ نخلة من الحائط الآخر
وبعد حياة عنوانها الأساسي الشجاعة والإقدام والحكمة قابل الصحابي الجليل سليط بن قيس بن عمرو رضي الله عنه ربه عام 13هجرية شهيدا في معركة الجسر حيث كان أخر من استشهد من الصحابي والتابعين في طريقهم لمحو دولة الفرس من خريطة العالم .