الحجاج بن علاط السلمي صحابي جليل اعتنق الإسلام قبيل غزوة خيبر حيث انتقل إلي المدينةالمنورة ونطق الشهادة أمام النبي صلي الله عليه وسلم غير أنه أبلغ سيد خلق الله أن لديه أموالا كثيرة لدي أشرف مكة وأنه سخشي ضياع هذا المال إذ انتشر خبر إسلامه بل وطالب النبي بإمهاله وقتا ليضمن أمواله بل طالب النبي بمساعدته في استرداد أمواله من كبار تجارهم ويعود مجددالصفوف المسلمين في المدينة وإلي جوار النبي
الصحابي الجليل الحجاج السلمي طالب النبي بأن ينقل لكبار مكة اخبارا عن النبي تسرهم حتى يستطيع استرداد ماله وكان سادة قريش لايعلمون شيئا عن فتح الرسول لخيبر وهنا توجه سادة قريش بالسؤال له عن مصير المواجهة بين النبي وخبير ولم يكونوا يدركون شيئا عن فتح الرسول لخيبر وهو ما التقطه الحجاج وأخذ يبلغ سادة قريش بأن خبير قد انتصرت علي محمد صلي الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم .
الحجاج رضي الله عنه فهم مراد قادة قريش والأخبار التي يريدون سماعها وتسرهم ، فقالوا له وما هي ؟ فأخبرهم أن أهل خيبر قد انتصروا على محمدٍ ، نصرًا ليس له مثيل قط ، ولم يسمع به أحد قبلهم وقتلوا أصحاب محمد كلهم ، ثم أسروا محمد نفسه ولم يقتلوه ، عسى أن يرسلوه إلى أهل مكة ، ليقتلوه هنا فيها ، فصاح أهل مكة فرحين فرحًا لا مثيل له ، وطافوا كافة أرجاء مكة يتناقلون تلك الأخبار العظيمة بشأن محمد ، ومن معه من أصحابه مستبشرين بها ، وصار بعضهم يبشر الآخر مهللاً مسرورًا ، بأن محمد سوف يأتيهم أسيرًا ليقتلوه بأيديهم .
الحجاج أظهر فرحا شديدا بالأخبار التي نقلها لأهل مكة وبل وطلب منهم أن يساعدوه على جمع أمواله من تجارهم ، فتسابق أهل مكة خدمة له بما بشرهم به من أخبار ، وجمع الحجاج ماله في غضون ساعات قليلة وأسرع مما توقع حينها ، حيث أخبرهم الحجاج بفطنته أيضًا ، أنه يرغب في جمع ماله حتى يذهب به إلى أهل خيبر ، ويشتري بها الغنائم التي جمعها اليهود ، عقب أسر النبي وقتل أصحابه ، وذلك قبل أن يصل إليهم غيره من التجار .
العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه عم النبي وكان لا يزال مقيما بمكة سمع بما قيل وانتشر في أرجاء مكة ، فذهب إلى الحجاج يسأله عن صحة تلك الأخبار ، وهو يجمع المال من تجار مكة ، فأجابه أنه لن يستطيع الحديث معه ، سوى بعد أن يفرغ من عمله يجمع ماله وهو ما تفهمه العباس وانتظر حتي يحققالحجاج رضيالله عنه مراده .
وبعد انتهاء المهمة جاء الحجاج إلى العباس عم الرسول ، وقال له اكتم حديثي يا أبا الفضل (أي العباس) ، وذلك لثلاثة أيام ثم افعل بعدها ما شئت ، فقال له العباس سأفعل ، فأخبره الحجاج أن الأخبار التي وردت بشأن خيبر ، ليس بصحيحة وأن الله قد منّ على النبي ، ففتح خيبر ثم تزوج من صفية بنت يحي ، ابنة ملكهم وأصبحت خيبر ملكًا له ولأصحابه ،
العباس بن عبدالمطلب أبدي اندهاشه مما قاله له الحجاج وخاطب العباس الأخيرقائلا وقال له أحقًا ما تقول !! فأجابه الحجاج أنه صادق ، وطلب منه أن يتكتم الأخبار وأبلغه أنه قد أسلم ، وأنه قد أتى إلى مكة ليأخذ أمواله ، من هؤلاء التجار الكفار حتى لا يحرموه إياها ، بعد أن أسلم مع نبي الله الكريم .
الحجاج طالب العباس أن يكتم حديثه إليه ، بعد سفره بثلاثة أيام ، وله ما يشاء أن يتحدث به. فمضت ثلاثة أيام ثم ارتدى أبا الفضل أفضل الثياب ، وخرج ليطوف مكة فرآه الناس بها ، فأخبروه أن هذا هو التجلد والصبر ، على ما سمع من مصائب بشأن خيبر ، فقال لهم أن والله ما سمعوه من أخبار كان خاطئًا ، وأخبرهم أن محمدًا قد فتح خيبر ، وأتى الحجاج والنبي يتزوج من ابنة ملكهم ، وقد صارت خيبر ملكًا لمحمد وأصحابه ، فسألوه من أتاه بتلك الأخبار ؟ فقال لهم هو نفسه الذي أخبركم بما تزعمون الآن ، ولقد جاءكم مسلمًا أيضًا ليأخذ ماله ، ويعود إلى محمد وأصحابه .
اقرأ أيضا:
قصة النار التي أخبر النبي بظهورهاأهل مكة شعروا بالخيبة والضغينة الشديدة ، وأتاهم عقب فترة قصيرة توكيدًا لكلام العباس عم الرسول ، وقالوا لقد لعب بنا الحجاج ، وأخذ مالنا وانقلبت بُشراهم إلى خيبة ، وفرح المؤمنون بنصر الله ، وكُب المشركون وانقلبوا محسورين بعد أن احزنهم بشدة الفتح العظيم الذي أقدم عليه محمد وأصحابهم ومن الله عليهم بالنصر . .