مرحبًا بك يا صديقتي..
أقدر مشاعرك، ولكن حتى لو بالفعل أصبحت مدمنة لهذه العادة فهناك علاجات وليس علاج واحد، وحلول وليس حل واحد.
أنا يا صديقتي لست معالجة ولا طبيبة نفسية، حتى أقوم بتشخيص حالتك ووضع خطة علاجية، لكنني أستطيع المشورة عبر النقاشات النظرية القادمة معك لاستبصار طريقك للحل.
هل أنا مدمنة؟
هذا هو سؤالك، والاجابة أن الإدمان لأي أمر، معناه، خروج "عادة" عن حيز "الاختيار"، ودخولها لحيز "الاضطرار"، فعندما أجد نفسي أفعل الأمر وقد فقدت السيطرة على نفسي كمًا وكيفًا فأنا أصبحت مدمنًا .
الإدمان باختصار هو طريقة هروب، نعم، هرب من ضغوطات بأنواعها، فهناك مثلًا في حياتي علاقات مع أهل، أصدقاء، علاقة عاطفية، تتسم بعدم الاستقرار، وبها مشكلات، ولا أستطيع التعبير بسبب ذلك عن مشاعري، فأكتمها وأشعر بالقلق، التوتر، الغضب، فأهرب بممارسة العادة السرية.
هناك ضغوط دراسية أعاني منها، وسببت لي عدم تركيز، إرهاق، فأهرب بإدمان هذه الممارسة، إلخ..
باختصار هناك ضغوطات كثيرة نتعرض لها، وعدم التعامل الصحي معها، يجعلنا نهرب بإدمان ما.
أنت محتاجة للبحث عن هذه الضغوطات التي تعانين منها، تفنيدها، وتحديدها، وبمساعدة متخصصة تتعرفين على طرق التعامل الصحي معها بدلًا من اللجؤ لهذه الممارسة.
أما شعورك بالذنب والاحتقار إلخ فهو سيعطلك يا صديقتي، ويجعلك تدورين في حلقة مفرغة من التكرار القهري للأمر بدون تصحيح، واقلاع عن هذا الطريق.
مشاعر الذنب معطلة، تجر اضطرابات نفسية كثيرة، لذلك جعل الله التوبة، لاغلاق باب المعصية، والعيش مع نسخنا الأفضل التائبة المقلعة عما يشينها، لا البقاء في أسر الشعور بالذنب.
ويمكنك أنت اكتشاف ذلك، فهل شعورك بالذنب جعلك تقلعين عن هذه الممارسة الادمانية؟!
الاجابة هي لا، فأنت لا زلت تفعلين، ولازلت تعانين.
صديقتي..
وصولك لمشاهد الأفلام الاباحية كما ذكرت مؤشر خطر، إذ تعمل هذه الصور المتحركة أمامك على تثبيت أنماط شاذة عن العلاقة الجنسية في الدماغ مما يزيد الطين بلة، لذا عليك فورًا بطلب المساعدة المتخصصة لبدأ رحلتك للتعافي من هذا الإدمان، ودمت بكل خير ووعي وسكينة.